responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزواج و الأسرة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 14

الضغط المضاد لها بما يُفجّرها، أو يحوِّلها إلى عقد نفسية قاتلة، أو يكون قادراً على توجيهها التوجيه الناجح على طريق الأهداف السامية الكبيرة للإنسان، ويضعها عند الحدِّ المعتدل، ويخلق القدرة وفرص التسامي بها في حالات الضرورة المانعة عن تلبيتها التلبية المباشرة التي تشبعها.

[لذا] تجدون الإسلام لا يسترجسُ أي دافع من الدوافع الطبيعية عند الإنسان، وإنما يحتضن بمنهجه القويم كلّ الدوافع، ويوجِدُ الأنظمة الخاصة التي تتصل بهذه الدوافع واحداً واحداً في إطار نظامه العام الذي يغنى بالتنسيق بين أبعاد الإنسان كلها ليكون الإنسانَ المتناسقَ المتكاملَ في شخصيته، السائر على هدىً في طريق الهدف المرسوم لحياته من كماله وسعادته.

ونظام الزواج والأسرة وما يتّصل به من أحكام وأخلاقيات وحقوق وواجبات ملتفتٌ إلى احتضان دافع الجنس لما له من أهمية كبيرة في إسعاد الحياة وإشقائها، وفي استقامة الإنسان وانحدارته. والآيات تمتنُّ بجعل هذا الدافع، وتكرم شأنه: « (وَ مِنْ آياتِهِ أَنْخَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَبَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ) [1]»، «(وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ...) [2]».

إذن لا يحق لأي مؤمن أي يستقذر هذا الدافع في ابنه أو بنته وحتى لو وُجد قويَّاً، وإنما المحاولة أن يعمل على الاستجابة الطبيعية الحلال له ما أمكن، وربطه بالأهداف الإلهية الطاهرة العالية، وحيث يتعذر الإشباع المباشر الحلال، لا بد من العمل على صرف الطاقة فيما ينفع، والتقليل من غلوائها بإتباع عدد من التعاليم الشرعية والعلمية في هذا المجال.

وكيف يستقذر الشخصُ من ابنه أو بنته ما لا يستقذره من نفسه،


[1] سورة الروم: 21.

[2] سورة الرعد: 38.

نام کتاب : الزواج و الأسرة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست