responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 66

وفعّالة، ومُتلمّظة [1]، ومجنونةٌ لا تحتاج إلى تنبيهٍ إلا في بعض الحالات التي قد تَسودُ فيها موجات من التصوُّفِ المنحرف، فهنا تأتي الآيات الكريمة، وتأتي الأحاديث والمواقف الحاسمة من أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لتعيد الدّفة إلى المسار الصحيح، فلا تصوُّفَ في الإسلام يَقتُلُ الحياةَ، ويهربُ بالإنسان عن حركتها.

فالمعنى الثاني هو أنّ الآية الكريمة تقول لنا: التفتوا إلى أن نصيبكم من الدنيا ليس هذه اللقمة، وليس هذه الكسوة. هذه الكسوة وهذه اللقمة، وهذا المركب، وهذه الرّاحة الوقتية، كلّ ذلك جُعِلَ لكم وسائلَ لتبنوا ذواتكم بناًء إلهياً، لتصنعوها الصّنع الإلهيَّ الكريم.

فنصيبكم الحقيقيُّ من الدنيا ليس ما تأكلون وليس ما تشربون وتلبسون، إنّما نصيبكم الحقيقيّ من الدنيا البناء لذواتكم، لعقولكم، لقلوبكم، لإرادتكم، لأنفسكم على خط الله سبحانه و تعالي لتلتقوا على هذا الخطّ بألطاف الله، ورحمته وكراماته.

«وَ أَحْسِنْ كَما أَحْسَنَاللَّهُ إِلَيْكَ وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّالْمُفْسِدِينَ‌ [2]» نِعم الدنيا للصّلاح والإصلاح والبناء. وليست نِعَمُ الدنيا في يد الإنسان ليفسد بها الحياةَ، وليُضل بها، ويُدمّر، ويهدم النّفوس. [3]

ط- الشيطان:

من بين الموضوعات التي تتدخل كثيراً في صياغة حياة الإنسان، وتستقيم‌


[1] [" والتلمُّظ: أن يُخرج الإنسانُ لسانَه فيمسح به شفتيه؛ تلمَّظَ تلمُّظاً." جمهرة اللغة؛ ج 2؛ ص 934." يقال: تَلَمَّظَتِ الحيَّةُ، إذا أخرجَتْ لسانها كَتَلَمُّظِ الآكلِ." الصحاح؛ ج 3؛ ص 1179]

ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة- بيروت، چاپ: اول.

جوهرى، اسماعيل بن حماد، الصحاح- بيروت، چاپ: اول.

[2] سورة القصص: 77.

[3] خطبة الجمعة (152) 10 ربيع الأول 1425 ه-- 30 أبريل 2004 م‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست