responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 65

سبيل آخرتك لأنها الهدف، لأنها الحيوان، لأنها الحياة الحقيقية- «وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَالدُّنْيا [1]» وكيف لا ننسى نصيبنا من الدنيا؟

معنيان للآية الكريمة:

المعنى الأول‌

إما أن الآية الكريمة لا تريد لنا أن نهمل الدنيا إهمالًا تاماً فنموت، وتتجمد حركة الحياةِ على أيدينا من حيث كوننا مؤمنين، فتقول لنا الإيمان لا ينافي أن نُشيع الحياة في الأرض، أن نُعمّر، أن نُشيِّد، أن نَبني، أن نسابق الأممَ الأخرى نشاطاً وحيويةً وقوةً وصناعةً واختراعاً وابتكارا. لكن ليكون كلّ ذلك نعمةً علينا أن نبتغيَ فيه الدار الآخرة.

نتحرك في هذه الحياة الدنيا لا بهدفها، وإنما بهدف الآخرة. أنت تدرس لتنتج، لتعمل عملًا متقَناً. أنت تحيى في الحياة الدنيا لتنتهي إلى آخرةٍ رابحة. الحياة ربحها قليلٌ، وزائفٌ، وعند التأمّل ساعات الراحة والسرور في الحياة لا نجدها إلا قليلة.

المعنى الثاني‌

وإما أن الآية الكريمة «وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا» تقول لنا إنَّ نصيبك من الدنيا ما أوصلك إلى الآخرة. أمّا الحركة في الحياة فطبعنا يدفعنا إليها إلى أن نطلب الرزق، إلى أن نطلب الدواء، إلى أن نطلب المركب الحَسَن. فينا من الدوافع ما يكفي لأن يُحرّكنا الحركةَ المنتجة في الحياة، لكنّ دوافع الآخرة على وجودها مُحاربة ومواجهة من إعلام مُضلّل، من أوضاع زائفة، من صناعة حضارية على يد الطغاة والظالمين تحرف النظر عن الآخرة، وتنسينا الله سبحانه و تعالي.

لذلك كان ما يتوجب أن نُذكَّرَ به هو الآخرة لا الدنيا. دوافع الدنيا قويةٌ،


[1] سورة القصص: 77.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست