نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 48
التأثير الكلي على الإنسان
والغائبة عنه، عليه دائماً أن يتذكرها، عليه دائماً أن يستحضر وجودها الهائل الذي
لا يقاس، عليه دائماً أن يطلب رضاها، عليه دائماً أنيشتغلقلبه بها؛ لأن انصراف
هذا القلب لحظةً عمن يملِكه وعمن يقربه. إعراض القلب لحظة غفلته، لحظةٌ تعني
انفصاله عن مصدر الفيض بالنسبة إليه، عن مصدر العطاء، عن القادر المطلق سبحانه و
تعالي.
إن الحقائق الغيبيَّة المؤثرة في
وجودنا وحياتنا ومستقبلنا كثيراً وعلى رأسها الله سبحانه و تعالي- المالك المطلق
لكل مخلوق والمهيمن المطلق على كلّ شيء- يتطلبُ استحضارها والتعامل اللائق معها
حضوراً واعياً دائماً، يعيشُه القلب، وصفاءً وشفافيةً تتمتع بها الروح، لأن ما
يمكن أن ترى به حقائق الغيب بدرجةٍ وأخرى إنما هي عينُ القلب وناظرةُ الروح.
تنبيه!
(تقدم الكلام في تنويع الحقائق
مما يمسّ حياة الإنسان ويؤثر عليها وأنها تتفاوت عظماً وصغراً، بعداً وقرباً،
دواماً وانقطاعاً، حضوراً وغياباً. ولابد من التنبيه إلى أنه لا تساوق بين كون
الحقيقة حقيقة غيبية، وبين غيابها فاعلية، وكونها بعيدة على هذا المستوى فالله
سبحانه أبعد الحقائق كنها ولا تدرك ذاته العقول على الإطلاق، وهو أنأى غيبٍ من
تناول الأفكار والأوهام والأخيلة، إلَّا أنه أقرب إلى المرء من حبل الوريد، وهو
يحول بين المرء وقلبه. ولا تأثير لشيء إلا بإذنه، ولا فعالية من غير فاعليته فهو
أكثر الأشياء حضوراً وأصدقها فاعلية وتأثيرا، وناصية كلّ شيء بيده.)
[1]
بين حضارتين
وهناك حضارتان، حضارة تعمل ليلًا
نهاراً على فصلك عن وعي
[1] مابين القوسين ورد كتنبيه
في صدر الخطبة اللاحقة: (149).
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 48