responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 49

الحقائق الكبرى وإلهائك عنها، على أن تشغلك بحدثٍ بسيط دونِيّ، وتستهلكك و تستغرقك و تنتهبَك عن وعي ربك، وعن وعي ذاتك، وموقعك، ودورك، ونهايتك.

ونحن في الكثير نستغرق في أحداثٍ صغيرة، وفي علاقاتٍ محدودةٍ وفي همومٍ حقيرةٍ بحيث ننسى الله، وننسى‌ذواتنا، وننسى المصير الخطير، وننسى كلّ مهم. تستحوذ علينا مشاغلُ من مشاغل الأرض، وقد تستحوذ علينا أحداثٌ لا تمسُّ حياتنا بشي‌ء، وقد تكبر في نفوسنا أحداثٌ لا تعود علينا بشي‌ء، ونكون في متابعة دائمةٍ لهذه الأحداث منصرفين ساهِين‌لاهين‌عن يومنا، وعن‌غدنا، وعن ذواتنا، وعن ربنا الجليل سبحانه و تعالي.

الحضارة الإسلامية لا تلهيك بالصغير عن الكبير، وبالحقير عن العظيم وبما هو منقطعٌ عما هو دائم، وبما هو بعيدٌ عما هو قريب. الحضارة الإسلامية تعطي الاهتمام الأكبر للحقيقة الأكبر، والحضارةُ المادية الجانبية تنفصل بنا وعياً، تنفصل بنا شعوراً، تنفصل باهتماماتنا، تنفصل بطموحاتنا، تنفصل باشتغالنا عن أكبر الحقائق وتنقلناالى‌أشياء تافهة، وإلى ما يشبه لعب الأطفال وذلك لغرض أن ننسى الله، وننسى أنفسنا.

والإنسان إذا نسي الله سبحانه و تعالي قَبِل بغيره، وإذا نسي نفسه واحتقرها و استصغر قابليات النفس وما يمكن لهذه‌الذات أن تصل إليه من مستوىً إنسانيٍ محلّق فحينئذٍ- ومع استصغار النفس- يبيعُها رخيصةً، ويقبل أن يعبد غير الله، وأن يسجد لغير الله. إنه‌حينئذٍ يرى في دينار الغنيّ ثمناً لنفسه، ولا يرى نفسه أكبر من ذلك. [1]

حقائق في المقدمة:

1. إذا كانت الحقائق تتفاوت وزناً وتأثيراً وفي عدد من الحيثيات‌


[1] خطبة الجمعة (149) 19 صفر 1425 ه-- 9 أبريل 2004 م‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست