responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 35

حكيماً ومتناسباً جداً مع‌لحاظمرحلة الحياة فوق الأرض. هناك‌إعدادٌ آخر أيضاً في هذا الإنسان يتصل ببنيته مستوياً لا نستطيع أن نفسره في إطار الحياة الدنيا، و إنما يظهر أثره حينما نلاحظ حياةً أخرى تَعقُب هذا العالم.

فالفكرالبعيد الذي يتجاوز عالَم المادة، والتطلّعاتُ الناظرة إلى الغيب، والطّموحاتُ المتجاوزة لعالم الدُّنيا، وهذه الأشواقُ للخلود الذي لا يمكن أن يحصل في هذه الحياة، أمورٌ من هذا النوع. دوافع وطاقات يحملها وجود الإنسان من النوع الذي يتجاوز بوجوده هذه الحياة، لا نستطيع أن نفسّرها في إطار حياتنا الحاضرة، كما لا نستطيع أن نفسّر كثيراً مما يدخل في بنية الإنسان في مرحلته الجنينية حينما يقتصر نظرنا على تلك المرحلة، هذا بالنسبة للإنسان.

بالنسبةللحياة؛ نجد الحياة فرصة للنمو والتكامل، وهي تعبّر عن مسافةٍ يعني قطعُها بمنهجٍ صحيحٍ الوصولَ إلى أعلى درجة نضج تتناسب وطبيعة المرتبة الوجودية للكائن الحي. صادقٌ هذا بالنسبة للإنسان، بالنسبةللحيوان، بالنسبة للنبات. النبات يبدأ بذرة، وحياته تصل به إلى شجرة مثمرة، الإنسان يبدأ نطفة، وإذادخلت‌الروح في الجنين جاء النمو، وجاءت الحركة التي تصل به إلى حد الإنسان السوي، المُريد الفعّال. هذه هي الحياة، فالحياة موجّهة، الحياةمُهدّفة، الحياة قاصدة، والحياة مرسومٌ لها مسار تصاعديٌّ يبلغ بالحي إلى أقصى درجة نضجٍ يطيقها. فالحياةهادفة، الوجود المادي هادف، الإنسان في وجوده، في تكوينه، هادف كوننا كله هادف.

أما الرسالات فهي أطروحةٌ واحدة من حلقاتٍ متلاقية أسساً وثوابت، ومتحركةٌ حسب متطلبات المسيرة التكاملية للمجتمع البشري، من أجل الدّفع بحركة الحياة وقيادتها على الخط الصحيح، وتلبية حاجات الإنسان على الأرض، وتكميل ذاته الإنسانية في جميع أبعادها. وهي حركةٌ تغييرية تنطلق من جذور الوجود والحياة الإنسانية، لتصوغ الإنسان على درب التكامل موجوداً عملاقاً مؤثراً.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست