responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 167

يمكن أن تتحقق إلا على الخط الإلهي، و بالارتباط بالله، والانصياع إلى الله سبحانه و تعالي.

وعلى هذا كله تكون مناهضة خط الكفر، ومدرسته السّافلة من صميم الحفاظ على الصالح الإنسانيّ كله بلا تمييز بين إنسان وآخر، ومقدّمةً ضرورية لخلق علاقات إنسانية شريفة. ولأنه لا يمكن أن تسلم العلاقات الإنسانية الإيجابية العادلة الكريمة على خط الكفر كانت محاربته عين الدفاع عن هذه العلاقات ونموها وثباتها.

على أن الإيمان لا يدفع لظلم أحد حتى الكافر «وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى‌ أَلَّا تَعْدِلُوااعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‌. [1]»

ب- حضارة الإيمان غير قادرة على تحقيق علاقات إنسانية رائعة

ب- الاعتراض الآخر: أننا نرى من حضارة الإيمان، وفي داخل الدين الواحد والملة الواحدة والمذهب الواحد أنها غير قادرة على تحقيق علاقات إنسانية رائعة، تلك العلاقات التي تتحدثون عنها، فالحسد والحقد والتقاطع والتدابر والظلم والاستعلاء على الآخر والكيد كلّه نجده في الدائرة الإيمانية الواحدة.

وما يردُّ هذا الاعتراض هو أننا لا ندّعي بأن الانتماء الاسمي للدين قادر على خلق الواقع الصحيح على الأرض، وأن الدين يعمل في صناعة أوضاع الحياة والإنسان بعيداً عن إرادة الإنسان نفسه. فما نراه هو أن الدين بعقيدته ومفاهيمه ورؤاه وأحكامه وأخلاقيته وتربيته وقيادته للحياة، يُضاف ذلك إلى استجابة الإنسان له قادرٌ على أن يعطي أكبر النتائج الإيجابية على مستوى صناعة الإنسان وأوضاعه وعلاقاته الإيجابية الراقية المتميزة.

الدين ليس فاعلًا حيّاً مريداً ينفِّذ إرادته الحديدية بقهر، ويعطي النتائج‌


[1] سورة المائدة: 8.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست