responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 84

الورطات الشديدة، وانقطاع الأسباب الظاهرية بالكامل، يصاب باليأس والقنوط، ولا يستغيث ولا يلجأ إلى شي‌ء، والوجدان شاهد بغير ذلك؛ ففي حال تعرض الطائرة للسقوط تتطلع نفوس ركابها إلى مخلِّص لا تحكمه الأسباب.

2- أن يلجأ إلى أحد من الناس، أو أيّ قوة تحكمها الأسباب، والكلّ يعرف أنّ هذا غير حاصل.

3- أنّه وهو في ورطة، وليس هناك أيّ سبب من الأسباب يمكن أن ينقذه، لا يستغيث واعياً بأيّ شي‌ء من الأشياء من دون الله عزوجل. وإنّما يستغيث إذا كان مؤمنا، ويصرخ حالًا: يا الله، وإذا لم يكن مؤمناً، فهو يتجه بروحه إلى منقذ قادر على إنقاذه، يشعر في باطنه بأنه قادر على إنقاذه، برغم خذلان كلّ الأسباب. وهذه هي الحالة الوجدانية التي ينبه عليها القرآن الكريم إذ يقول: (وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) [1].

وهذا قد يفلسف في الكلام الجاحد، والفكر الكافر بأنَّ حالة الخوف، وحالة الهلع، تخلق واهمة أنّ هناك منقذاً للإنسان، والجواب على هذا: أن لو كانت المسألة بهذا المستوى، لما عمّت الحالة كلّ الناس؛ كان ذلك الإنسان إنسان صحراء، أو كان إنسان حاضرة، كان جاهلًا أو متعلماً، كان أكبر الفلاسفة، ولو كان أكبر الملحدين.

(وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) [2]. الآيات الكريمة تنبّه هذا الإنسان، على أنّه يعيش فطرة التوحيد التي تبرز بوضوح في مثل هذه الحالات، التي يصاب فيها باليأس الكامل، الموضوعي، من إنقاذ الأسباب له، فهو هنا لا يعيش حالة اليأس المطلق، ولا يتشبّث بالأسباب، إنَّما تتجَّه روحه إلى مسبِّب الأسباب، والقادر على كلّ سبب، متطلعة للإنقاذ" [3].


[1]. يونس: 12.

[2]. الزمر: 8.

[3]. خطبة الجمعة (270) 13 محرم الحرام 1428 ه-- 2 فبراير 2007 م.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست