responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 83

في جميع حالاته، بل قد يتعرّض إلى ما يحجب عن فطرته ظهور ونموّ تلك النّداءات والمعارف الباطنية، ولكن حين ترتفع تلك الحجب، ويشعر بالانقطاع واليأس الكامل عن الأسباب الطبيعية التي كانت تحجبه، تجده سامعاً إلى نداء فطرته، وملتفتاً إلى تلك الحقائق المدفونة بصورة تلقائية إلى الله تعالى، فإنّ" الله الظاهر كيف يخفى؟ أرأيت كيف ننسى الشمس ونحن تحت أشعتها الساطعة؟! منها الغفلة، وأن يغلب على النفس أمر من الأمور. وإذا كانت الشمس تظهر بشعاعها في وقتٍ وتغيب في وقت، وتبدو في رقعة وقد تغيب عن رقعة، وقد يجلّيها الغمام، فإن أنوار الله حاضرة وبصورة دائمة في داخلك، حاضرة في النبتة الصغيرة، في الشجرة العظيمة، في الحَجَرَةِ الصّمّاء، في كلّ شي‌ء في هذا الكون، في كلّ خلية، في كلّ ذرة، ولكن كما تغيب عنّا ذاكرة الشمس والالتفات إليها، يغيب عنا الالتفات في زحمة هذه الحياة، وزحمة المضلّات المفتعلة في هذه الحياة ذكر الله تبارك وتعالى من باب النقص في القابل لا الفاعل" [1].

و" الآية الكريمة تقول: (وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) [2]. الإنسان في حالة الأزمات والورطات الشديدة جدّاً، كافراً أو مؤمناً، تبحث روحه عن منقذ لا يراه مثله محدوداً عاجزاً أمام الأسباب. والمتصوّر أن له هنا ثلاث حالات:-

1- إمّا أن روحه، حسّه الباطني، وجدانه العميق في هذا الفرض، يعيش حالة اليأس بعد تقطّع الأسباب الظاهرية؛ لأنّ نفسه في أصلها تبني على أن الحياة قائمة على الأسباب الظاهرية فحسب، إذ لو كان الإنسان يعيش في عمقه الفطري بأن الوجود والحياة معتمد على هذه الأسباب الظاهرية، لكان في حال‌


[1]. خطبة الجمعة (276) 26 صفر 1428 ه-- 16 مارس 2007 م.

[2]. يونس: 12.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست