نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 80
الداخلي، كلّ الأجهزة الأخرى، وكما
في عمل القلب، عمل المخ. هذه أجهزة مسيرّة تسييراً قهريا حديدياً وتعمل ضمن قوانين
إلهية محددة لا دخل لها فيها، ولا تستطيع الاستجابة الطوعية، أو الامتناع الطوعي
عنها.
وهذا الكون العريض الذي تسبح في
فلكه موجودات لا عدّ لها ولا إحصاء، كلّ شيء من ذلك قد حُدِّد مساره، كما حُدِّدت
غايته، وكلّ شيء قد هداه الله عزوجل من خلال المسار المحدّد إلى الغاية المحددة،
هذه هي هداية تكوينية قسرية قهرية" [1].
" الآيات الكريمة في هذا
المجال وعلى مستوى هذه الهدايات المختلفة تقول لنا:
(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)[2]، (وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ)[3]
.. كم من ذرّة يحمل هذا الموجود، كم من خلّية، ما هي خصائص هذه الخلية، تلك
الخلية؟ ما هي وظائف هذا الجهاز، ذلك الجهاز؟ كلّ ذلك بمقدار. والصنع الدقيق
المحكم لما خلق الله لا يقوم على الجهل، على الغفلة، على الجزاف. هو قائم على
العلم، على الحكمة، على التصميم الدقيق، على الخبرة التي لا تحدها حدود.
المستوى الثّاني:"
الهداية التكوينية الفطرية التي قد ينساق إليها المخلوق على شعور، لكنّه لا يكاد
يملك أن يمتنع، كما في قوانين أمة النمل، وأمة النحل، وأمة الطير، فهي مهدية إلى
غاياتها بفطر تسوقها سوقا شبه القهري إلى