وفي الحديث عن الرسول صلي الله عليه وآله:

«من عرضت له فاحشة أو شهوة[1] فاجتنبها مخافة الله عزوجل حرّم الله عليه النار وآمنه من الفزعالأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى: (وَ لِمَنْخافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) [2]» [3].

ومن النّاس من إذا انفتح إليه باب فاحشة وشهوة محرّمة عدّ ذلك فرصة الحياة التي لا تُفوَّت فباع نفسه للشيطان، واشترى اللذّة الحرام بخلود النّار، وكان يمكنه أن يأمن من الفزع الأكبر، وأن يحرِّم عليه الله النار، وتكون له عند ربّه جنتان لو رأى بعقله أنَّ ذلك الباب باب شرٍّ وشؤم وخسار [4]، وأنّ تلك الفرصة فيها مضيعة الحياة، وغضبُ الله، وقبح المصير ففرّ منها منقذا نفسه، طالبا مرضاة الله.

6- تجلي القضاء الحقّ:

" الحديث عن الأشهاد في يوم القيامة، وهو قضيَّة محوريَّة من قضايا الآخرة، والحساب والجزاء.

ويواجه عمل الإنسان في خيره وشرِّه، وحَسَنه وقبيحه في الدّنيا رَصْداً دقيقاً شاملًا، وإثباتاً وتوثيقاً أميناً كاملًا، وتحمُّلًا مستوعباً حافظاً بقدرة الله، وفي الآخرة شهادات متعدِّدة، عادلةً، رصينة، مُتْقَنة، لا يخالط حفظها نسيان،

[1]. وهذا زمن عمّ فيه البلاء فيه بتوافر فرص الفاحشة، وانفتاح أبوابها الواسعة، بلاء عام. «منه حفظه الله»

[2]. الرحمن: 46.

[3]. وسائل الشيعة للحر العاملي: 15/ 209 ح 2. أن يغلب الإنسان نفسه خمس دقائق، أقل من ذلك، يفر بدينه، فيفوز كلّ هذا الفوز، وينال كلّ هذا الجزاء. وإذا سقط، سقط من السماء إلى الأرض. «منه حفظه الله»

[4]. هذه التي تريد أن تخدعك، التي تعرض نفسها رخيصة عليك تسلب منك دينك وشرفك وجنتك ورضا ربك، فافهم، وذلك الإنسان الشاب الشيطان الذي يزين لكِ القبيح لا بدَّ أن تري فيه أنه عدو وأعدى عدو. «منه حفظه الله»