يومٌ تسقط فيه كلّ وسائل الإعلام والدعاية الكاذبة والزيف والافتراء، وتزويرُ الحقائق، ولا ينفعُ فيه إلا الحقّ، ولا يجري فيه إلا الصّدق" [1].

3- تجلّي الحشر الأعظم:

" يوم القيامة يوم الحشر العام؛ وهو حشر للمساءلة والمحاسبة والوزن والجزاء [2]، ويتناول كلّ ذي شعور وشي‌ء من الإدراك حسبما عليه درجة شعوره، ومستوى إدراكه.

حشرٌ يشمل كلّ دابة ووحش وطير فضلا عن الإنسان والجنّ بما هم عليه من مختلف درجاتِ موجِب التكليفِ ومقتضاه.

(وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [3].

(وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ثُمَّ إِلى‌ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [4].

وحَشْرُ ما يدبّ، والطير والوحش ليس لمجرّد الاستعراض، إنّه يومٌ لا يدع توهّماً لأحد بأنّ مع الله ملكا، أو مع أمره أمرا، ومع نهيه نهيا، ومع تصرّفه تصرّفا، يوم تغيب فيه ملوكيّة كلّ ملك، وعظمة كلّ عظيم، وتظهر عظمة الله متجلية لكل مخلوق"" [5].

4- تجلّي العدل الأكبر:

" وهو يوم العدل الأكبر، والجزاء الحقّ الذي ينفي عن خلق الكون أيّ عبثية، وأيّ باطل وإهمال، وحسبما ينساق من وظيفة الحشر يوم القيام، وما يفيده سياق الآية الكريمة الثانية، من ذكر المثلية بين عالم الحيوان وعالم‌

[1]. خطبة الجمعة (414) 19 رجب 1431 ه-- 2 يوليو 2010 م.

[2]. إنه وزن دقيق لكل نفس، لكل ما فيها من خير وشر. «منه حفظه الله»

[3]. التكوير: 5.

[4]. الأنعام: 38.

[5]. خطبة الجمعة (414) 19 رجب 1431 ه-- 2 يوليو 2010 م.