responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 271

ليس من عندك، وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن يكون حضور هذه الحقيقة: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)، حضورا قويّاً، فاعلا، يقام على أساسه منهج الحياة في دائرة الفرد، وفي دائرة المجتمع، حقيقة لا بدَّ أن يدخل حسابها في كلّ حركة وسكون، لا يريد الله عزوجل أن يخبرنا أن كلّ نفس ذائقة الموت فحسب، يريد أن يقيم أمامنا هذه الحقيقة، نعيشها وعيا وشعوراً، من أجل أن نفعِّلها في مقام العمل، في مقام التخطيط، في مقام التفكير، في مقام الشعور، في مقام الطموح، وليس الأمر أنّه خبرٌ فقط.

(وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [1]، عمرك أكبر من أن يشترى بالحياة الدنيا في تقدير الله، أنت وجود أضخم مما تطلع عليه الشمس كلّ يوم، لك أجر لا تعرفه، [و] لك وزن قد لا تقدره، وتوفية الأجور يوم القيامة، وهناك تتبين الأوزان، وأ [ن‌] لا وزن لمن عصى الله، أما من أطاع الله فوزنه ثقيلٌ، ثقيلٌ، ثقيل، بحيث لو ضوعفت الدنيا أضعافاً ما كانت تساويه ثمنا.

اسعوا إلى زحزحة عن النار، أتدرون متى الفوز؟

[الفوز] ليس في أن تتخرج جامعياً، ليس في أن تتخرج أستاذاً بالمعنى العلمي للأستاذية، الفوز عند الزحزحة من النار.

[إنّ‌] النّار شقاءٌ أبدي شامل، والزحزحة عن النار فوز، فأيّاً كانت الدرجة في الجنّة، فقد فاز من زحزح عن النار، وتبقى المسافات شاسعة لا تقدر بين درجات في الجنة، وكلّ أهلها في النعيم. (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) [2]، لا تأخذ صورة الحياة الدنيا عند الفقير، خذ صورة من الحياة الدنيا عند أغنى غني، فهذه الصورة ما هي إلا متاع الغرور" [3].


[1]. آل عمران: 185.

[2]. آل عمران: 185.

[3]. خطبة الجمعة (91) 23 شوال 1423 ه- الموافق 27- 12- 2002 م.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست