responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 206

1. (قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [1]، فإبليس الذي أقسم بعزّة الله أن يُغوي الناسَ أجمعين، وجد نفسه مضطراً إلى أن يستثني طائفة من النّاس، لأنّه لا يجد سبيلًا لغوايتهم، لا لخير فيه، وإنما ذلك ليأسه من غوايتهم، لكونهم قد أخلصهم الله عزوجل برحمته لمعرفته، وعبادته، والإنصراف إليه بلا شائبةٍ لغيره في قلوبهم، ولا صارف لهم عنه، وليس أنهم إذا جاءوا بعمل أخلصوا فيه إليه فحسب، وإنما كلّ همّهم فيه، وتطلّعِهم إليه، وعملهم من أجله لا يشركون به شيئاً أبداً، ولا يعصون له أمراً ولا نهياً، ولا يتخلّفون عن طاعة. وهذه هي العصمة.

وتجد هذا المعنى في قوله تعالى: (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [2]، فكون يوسف عليه السلام مخلَصاً يجعله مصروفاً عن السوء والفحشاء، محصَّناً بالعصمة عنهما، فلا سلطان لشي‌ء من الغرائز والدوافع والمغريات والمُثيرات على من كان مخلَصاً بحيث يوقعه في المعصية، أو يُسبِّب له تخلّفاً أو تباطؤاً عن الطاعة.

2. (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [3] .. النّاس مأمورون بطاعة الرّسول، وعدم التخلّف عن طاعته، وطاعته إنما هي طاعةٌ لأمر الله، فلو كان الرسول يأمر بما هو معصية أو قبيح لكان الأمر بهما من الله عزوجل، فلا بد أن يكون ما يأمر به الرسول بعيداً عن الخطأ والمعصية، على أنَّ اتباع الرّسول ليس في أوامره ونواهيه فحسب، وإنما يشمل فعله وتقريره، وعليه فكلّ ذلك يجب أن يكون الرسول فيه معصوماً [4].


[1]. يوسف: 24.

[2]. يوسف: 24.

[3]. النساء: 64.

[4]. وإلا لأمر الله عزوجل بالخطأ والمعصية. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست