responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 101

التي تغنى بها خلْقتُها إلا كَبُر شأن الله عندها، وزاد تسليمُها لعظمة بارئها، ولذلك جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله: «أَعرَفُكُم بِنَفسِهِ أَعرَفُكُم بِرَبِّهِ» [1].

فالنفس الإنسانية ناطقة بأنَّها أَثَرٌ للخالق العظيم العليّ القدير العليم الحكيم الحيّ الرازق القائم الذي لا يموت‌ [2].

وكلّما عرفت النفسُ نفسَها زاد يقينها بربّها جلّ وعزّ، واستسلمت مريدة إليه‌ [3].

وتُقدِّم معرفةُ النفس من نفسها ما يتداولُها من تقلُّب الأحوال، وتبدّل الأوضاع العارضة على داخلها، وكونها عاجزة عن التحكّم فيها، والتصرُّف بما يخلّصها منها وقت شاءت‌ [4]، أو إبقائها وقت ما رغبت، وأنْ لا مالك لهذا الأمر من غيرها من الخالق أنّ لها خالقًا قديرًا عليمًا مالكًا هو المتصرِّف الحقّ فيها [5].

النفس الإنسانية تكون على عزم فعل شي‌ء فلا تجد إلا وقد انتقض عزمها، وتكون على غَضَبٍ لا تملك ذاتها أمامه فلا تجد إلا وقد هدأ غضبها وربما تحوَّل إلى رضا، أو أسف، وتكون الحزينةَ وإذا بها تصير إلى فرح، وفي كلّ ذلك لا تعرف لهذا التحوُّل سببًا، ولا تملك وهي التي تعيش هذا التحوُّل تفسيرًا


[1]. روضة الواعظين للنيسابوري: 20.

[2]. كلّ هذه الأسماء الحسنى تحتاجها كلّ نفس لأن توجد، لأن تبقى، لأن ينتظم أمرها، وهي أسماء ليست لأحد غير الله العظيم. «منه حفظه الله»

[3]. هناك استسلام تكويني لا حيلة لنا فيه، وهناك استسلام إراديّ لله عزوجل هو من مسؤوليتنا. «منه حفظه الله»

[4]. تأتي علينا أحوال متقلّبة، تتعاور علينا الظروف المؤثّرة، في داخلنا وفي خارجنا، ونحن نعرف من نفسنا أن الحزن الذي يأتي علينا لا نستطيع أن نقتلعه بإرادتنا، أن الفرحة تأتينا من حيث لا ندري، إلخ. «منه حفظه الله»

[5]. حيث ترى أنك تحزن، أنك تفرح، أنك تخاف، أنك تأمن، أنك تعزم، أنك تتراجع عن عزمك ولا تملك تفسيرا لهذا من نفسك ولا من غيرك ممن حولك وممن هو مثلك في الفقر الذاتي لا بدَّ هنا أن يُرجعك العقل إلى الخالق العظيم المتصرف فيك كيف شاء. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست