responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 100

كيانه ولم يكن له دورٌ في إنباتها فيه وإدخالها عنصرًا في عجينته، وإرادةٌ متخيّرة ما كان شرفُه بها بقدرته.

الإنسان يشهد ذاته شهودًا واضحًا حيًّا وأنّه مزاجٌ من قِوى وأبعاد متعدِّدة، وطباعٌ مختلفة تأتلف منها [1] لا حيلةَ لها في خلقها ولا إلغاء شي‌ءٍ منها ولا إبقائها ولا الملاقاة بينها في الصورة المنسَّقة التي تجمعها، ولا التفكيك التكويني لواقع الترابط الذي يحكمها [2].

ولا تنفكُّ هذه المعرفة بالنفس عن أثرها الحتميّ فيها من المعرفة بالربِّ تبارك وتعالى، ولذلك فلا عُذْرَ لدعوى أحد بأنه لا سبيل إليه لمعرفة الخالق والحاجة إليه‌ [3].

وأنَّه‌ [4] غير كلّ نفس خاضعةٍ لما تخضع له هذه الذّات أو تلك من فَقْرِ الذات في نفسها وحاجتِها الدائمة لمن يمُدّها بكلّ مالها مِن وجودٍ وقٍوى ومواهب، وما هي عليه من حالة ائتلاف وتلاقٍ وتنسيق بين مكوّناتها [5].

ثم إنّ معرفة النفس على مراتب، وأعماقُ هذه المعرفة وسَعَتُها متفاوتة، وكلّما عمُقت المعرفةُ بالنفس كانت معرفة صاحبها بربّه أعظم، وبشأن خالقه أجلّ، وما انكشف لنفس عن أيِّ طريق من الطُّرق الموصلةِ سرٌّ من الأسرار


[1]. أي نفسه وذاته. «منه حفظهالله»

[2]. كلّ ذلك لا حيلة له فيه. «منه حفظه الله»

[3]. حجّة كلّ نفس مقطوعة، يعني ليست لها حجّة، الحجّة قائمة عليها في معرفة الربّ وليس لها. «منه حفظه الله»

[4]. وهو الله تبارك وتعالى. «منه حفظه الله»

[5]. أنا أراك فقيرًا، وأنت تراني فقيرًا مثلك، أنت تعرف من نفسك أنك فقير ذاتا كما تعرف عني أني فقير ذاتا، فلا تتوقع عندئذ أني خلقتك، ولا أتوقع أنك خلقتني. وكلّ الكون خاضع لهذا الفقر؛ واقع الفقر الذاتي الذي لا يمكن أن يخرج من ظلمته بنفسه. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست