قصده الإمام الباقر A حينما صرّح بكذب من ادّعى جمع القرآن غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب A.

كما وقفت على تعريضه A بالقائلين بمشروعية تعدّد القراءات من خلال حديث الأحرف السبعة ولعنه إياهم، لأنّ كلام الله هو واحد، نزل من عند الواحد، على رجل واحد، وبلسان واحد.

هذا مع توضيح الإمام A في موضع آخر بأنّ التحريف يأتي غالباً من قبل الرواة، وأن أهل العربية يحرّفون الكلم، فكلّ هذه الأُمور توضّح دور الأئمّة في الحفاظ على القرآن وصونه من التحريف رغم جميع الملابسات وإجحاف الآخرين به.

ارتباط جمع القرآن بموضوع الخلافة:

بعد كل هذا البحث المضني اتّضح لك ارتباط موضوع جمع القرآن بموضوع الخلافة والإمامة وإن كان الآخرون تغافلوا عنها، وسعوا في إماتتها، وهي مسألة استوقفتنا وتستوقف كلّ باحث ودارس في تاريخ جمع القرآن للبحث في جوانبها.

وممّا يجب بحثه أيضاً هو سرعة مبادرة أمير المؤمنين لجمع القرآن وحفظه، وفوريّة تنفيذ هذه المهمّة الربانية والنبوية، مع أنّه كان يمرّ بمرحلة صعبة، ووجود منافسين له بين القوم لا يريدون أن يكون هو الأوّل، وإنّ حوادث ومجريات السقيفة تغنينا عن البيان والتفسير في كلّ ذلك.

فما يعني إصرار الإمام لتطبيق هذه المهمة في تلك المرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ الاسلام، وعلى أي شيء يدل؟ وهل أن مبادرته جاءت لتحقيق أمرالله