وقال بعض النحويّين :
إنّ التقدير : «هذا جحر ضبّ خرب جحره» بحذف المضاف إلى الضمير ، فاستتر
الضمير المرفوع في «خرب» لكونه مرفوعاً ، لقيامه مقام المضاف المرفوع ،
فيكون أصل قوله : «هموز النّاب» : «هموز نابُ حيّته» ثمّ حذف المضاف
أي : حيّة فبقي هموز نابُه .
ثمّ لمّا أُضيف «هموز» إلى
النّاب ، استتر الضّمير فيه كما في «حسن الوجه»[1086] .
هذا رأى المحقّق الرضي بالنسبة
إلى الجرّ بالجوار ، ولكنّه تفطّن أنّ القوم إنّما قالوا به ووسّعوه في كتبهم
تمهيداً لحمل الآية عليه ، فردّ حمل الآية على الجوار وعمد إلى ذلك في
غيرموضع من شرح الكافية ، فقال في مبحث تعريف الإعراب[1087] ومبحث المتعدّي واللزوم[1088] ومبحث حروف الجرّ[1089] من شرح
[1085] .
البيت للحطيئة في ديوانه : 139 - والشاهد فيه جر «هموز» مع كونه
نعتاً لمنصوب ، وهو قوله «حيّة» وذلك لمجاورته أحد المجرورين ، وهو
«بطن» أو «واد» مع اختلاف المضاف والمضاف إليه تذكيراً وتأنيثاً ; فإنّ «حيّة»
مؤنث ، وما بعداها مذكرّ . انظر الخصائص 3 : 220 ، شرح
ابن يعيش ـ المفصل ـ 2 : 85 ، الخزانة 5 : 86 ،
96 -