ولم يحمله على الغلط ، قال : لأنّه أراد مزمّل
فيه ، ثمّ حذف حرف الجرّ ، فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول .
فإذا أمكن ما قلنا ، ولم يكن أكثر من حذف المضاف الذي قد شاع واطّرد ،
كان حمله عليه أولى من حمله على الغلط الذي لا يحمل غيره عليه ولا يقاس
به . ومثله قول لبيد :
أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ
على ألواحه***النّاطق المزْبُورُ والمختومُ[1045]
أي : المزبور فيه ، ثمّ حذف حرف الجرّ فارتفع
الضّمير ، فاستتر في اسم المفعول . وعليه قول الآخر :
أي موثوق به ، ثمّ حذف حرف الجرّ فارتفع
الضمير ، فاستتر في اسم المفعول[1047] .
7 ـ موقف ابن مالك (ت 672 هـ)
لوضوح أمر الجرّ بالجوار عند ابن مالك الذي لم يجنح إليه
أصلاً ، فلم يتعرّض له في مسألة آية الوضوء في كتبه بل بحثه في العطف ،
وراح يطلب الأسباب في تجويز عطف الأرجل على الوجوه مع الفصل بين المعطوف والمعطوف
عليه بالأجنبيّ ، مع أنّه ليس بجائز عند الجمهور ، استجابة لهواه ودعماً
لمذهبه فقسّم
[1044] .
تقدم ذكره عند عرضنا لكلام الأخفش في قراءة النّصب .
[1045] .
البيت في ديوانه : 119 - انظر الكتاب 4 : 151 ،
مجالس ثعلب : 232 -
[1046] .
ورد هذا الشطر مع اختلاف ، وهو لبشر بن أبي خازم في ديوانه 1 : 22 :
لتحتملن
بالليل منكم طعينة***إلى غيرِ موثوق من العزِّ تهربُ