نام کتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 440
أهل العربيّة متى يكون حجّة»
من كتاب «الخصائص العربيّة» مجيزاً مخالفة الإجماع :
فممّا جاز فيه خلاف الإجماع الواقع فيه منذُ بُدِئ هذا
العلم وإلى آخر هذا الوقت ما رأيته أنا في قولهم : «هذا جُحْر ضبّ
خرب» ، فهذا يتناوله آخِرٌ عن أوّل وتال عن ماض على أنّه غلط من العرب ،
لا يختلفون فيه ولا يتوقّفون عنه ، وأنّه من الشاذّ الذي لا يحمل عليه ،
ولا يجوز ردّ غيره إليه[1042] .
وأمّا أنا فعندي أنّ في القرآن مثل هذا الموضع نيّفاً على
ألف موضع ، وذلك أنّه على حذف المضاف لا غير ، فإذا حملته على هذا الذي
هو حَشْو الكلام من القرآن والشّعر ساغ وسَلِس ، وشاع وقُبِل[1043] .
وتلخيص هذا أنّ أصله : «هذا جُحْرُ ضَبّ خرِب
جُحْرُهُ» ، فيجري «خرب» وصفاً على «ضبّ» ، وإن كان في الحقيقة للجُحْر
ـ كما تقول : «مررت برجل قائم أبوه» ، فتجري «قائماً» وصفاً على
«رجل» ، وإن كان القيام للأب لا للرجل لما ضمن ذكره ، والأمر في هذا
أظهر من أن يؤتى بمثال له أو شاهد عليه .
فلمّا كان أصله كذلك حذف الجُحْر المضاف إلى الهاء ،
وأُقيمت الهاء مقامه فارتفعت ، لأنّ المضاف المحذوف كان مرفوعاً ، فلمّا
ارتفعت استتر الضمير المرفوع في نفس «خرب» ، فجرى وصفاً على «ضبّ» ، وإن
كان الخراب للجُحْر لا للضبِّ على تقدير حذف المضاف ـ على ما أرينا ـ وقلّت آية
تخلو من حذف المضاف ، نعم ، وربّما كان في الآية الواحدة من ذلك عدّة
مواضع .