62 ـ علاء الدين عليّ بن محمّد البغداديّ الشهير بالخازن (ت725هـ)
لم يجد الخازن البغدادي بُدّاً من الاعتراف بأنّ الجرّ في
«الأرجل» من باب العطف على «الرؤوس» ، ونقل عن أبي حاتم وابن الأنباريّ وأبي
عليّ الفارسي ذلك أيضاً ، إلاّ أنّه انقاد أخيراً للهوى وحمل المسح في
«الأرجل» على الغسل بدليل التحديد المجاب عنه فيما سبق . ولم يقتنع بذلك حتّى
توغّل في الباطل ، فأهمل وظيفة حرف العطف في إفادة الجمع ، حيث
يقول :
إنّ العطف وإن كان على الممسوح أيضاً لا يفيد المسح في
جانب الأرجل ; لأنّه قد ينسق بالشيء على غيره والحكم فيهما مختلف ،
مستدلاًّ بقوله :
[471] .
تفسير الخازن 2 : 17 - راجع في قول الشاعر «سيفاً ورمحاً» ، وفي
قوله : «ماء بارداً» كلام ابن المنير وهوامشه .
[472] .
ولا سيّما في ردّ أبي البقاء العكبريّ صاحب الإعراب . مُجبْينَ عن البيت
أيضاً بأن الواو للعطف ، بل «ماءً» منصوب على المعيّة ، والواو بمعنى
«مع» وهي واو المصاحبة ، أو عاطفة على إضمار فعل يليق به ، لأنّه لا
يمكن عطفه على ما قبله ، لكون العامل في المعطوف عليه لا يتسلّط على
المعطوف ، إذ لا يقال : «علّفتها ماءً» . وذكروا فيه ثلاثة
أوجه :
1 ـ النصب على
المعيّة كما شرحنا .
2 ـ النصب على
تقدير فعل يعطف على «علّفتها» وهو : «سقيتها» .
3 ـ والنصب على
تضمين «علّفتها» معنى : «أنلتها» أو «قدّمت لها» . وممّن نصّ على هذا من
الحذّاق ابن عقيل النحويّ في شرح الألفية والأشمونيّ . شرح ابن عقيل 1 :
595 ـ 596 ، شرح الأشموني 2 : 140 - وهما من الثقات . فلا
حجّة للمخالف في البيت وأمثاله .
نام کتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 184