فإن كانوا من غيرهم فلا علاقة لهذه الرواية بموضوع البحث .

وإن كانوا مسلمين فأيّ لوم يتوجّه إليهم وهم الذين تعلّموا الوضوء من رسول الله (صلى الله عليه وآله)ولم يَتَوضَّؤُوْا من عند أنفسهم ؟ إذ إنّهم لم يكونوا يعرفون الطهارة بهذه الكيفيّة قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد تعلّموها منه (صلى الله عليه وآله) فكيف يلومهم على الفعل الذي علّمهم إيّاه ؟! ولِمَ لم يَقُلْ : اولئك القوم للنبي : هذا هو الوضوء الذي تعلّمناه منك يا نبيّ الله ؟ فإن يك فيه شيء فمنك أخذناه ، وإن تغيّر حكمه فبيِّنْه لنا ، وان لم نعمل به فوجّه اللوم علينا .

وبهذا فلا يمكن التمسك بأمثال هذه الروايات على وجوب غسل القدمين والذي مر الكلام عنها في البحث الروائي من هذه الدراسة سابقاً .

ثم نقل النّسفي عن عطاء أنّه قال : ما علمت أنّ أحداً من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)مسح على القدمين ، وإنّما أمر بغلسل هذه الأعضاء ليطهّرها من الأوساخ الّتي تتّصل بها .

والجواب عن هذا :

أولاً : أنّ عطاء نقل المسح عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، عن يعلى بن عطاء عنه عن اُوس بن أبي اُوس قال : رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)  مسح على قدميه[469] ، وقد مرّ هذا الحديث في كلامنا مع الطبّري ، فكيف يقول عطاء «ما علمت ؟!» .

ثانياً : أنّ ابن عبدالبرّ اعترف بأنّ المسح روي عن بعض الصّحابة والتّابعين

[469] . تفسير الطبري 6 :  134 -