إن مثل هذا التحكيم للرأي الشخصي في مقابل قول رسول الله 0 يحمل في طياته مخاطر عديدة ، ويفتح مسارات للتحريف والتبديل ، ومن شأنه أن يحول الدين الالهي إلى دين
مشوب بآراء الناس ووجهات نظرهم الشخصية ، وهو يجرّ من ثمّ إلى تجزئ الدين والى النزعة
التلفيقية في الشريعة ،
ومن هنا ظهرت في الصدر الأوّل وما بعده الأحكام المبتدعة والأهواء المتّبعة التي
ليست من دين الله في شيء ،
ولا تمت إلى الحياة الإسلامية النز يهة بصلة ، وهو الذي كان رسول الله يتخوف على اُمته
منه .
وقد صرّح الإمام عليّ في خطبة له بأنّه لو أتيحت له الفرصة لأرجع بعض الأُمور إلى
أصلها ،
فقال :
( وإنّما بدءُ وقوع الفتن أهواء تتّبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولّى فيها رجالٌ رجالاً إلى أن يقول : أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم فرددته
إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ، ورددت صاع رسول الله كما كان ، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله 0 لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار
[158] انظر : صحيح البخاري
3 : 91 كتاب الصوم ، باب صوم الدهر ، ح 233 -