اشتدّ المرض في شهر رمضان بنور الدين وخاف على نفسه ، فاستدعى أخاه نصرة الدين أمير أميران ، وأسد الدين شيركوه ، وأعيان الأمراء والمقدمين ، وأوصى إليهم وقرر أن يكون أخوه نصرة
الدين القائم في منصبه من بعده ويكون مقيماً في حلب ، ويكون أسد الدين في دمشق في نيابة نصرة
الدين
واتّفق وصول نصرة الدين إلى حلب فأغلق والي القلعة مجد الدين في وجهه الأبواب وعصى
عليه ،
فثارت أحداث حلب ،
ودخل نصرة الدين في أصحابه وحصل في البلد ، وقامت الأحداث على والي القلعة باللوم
والإنكار والوعيد ،
واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها إعادة رسمهم في التأذين « حيّ على خير العمل ، محمّد وعليّ خير البشر » فأجابهم إلى ما رغبوا فيه وأحسن القول
لهم والوعد [945] .
وفي ( زبدة الحلب من تاريخ حلب ) : ثمّ عاد نور الدين إلى حلب فمرض بها في سنة أربع وخمسين مرضاً
شديداً بقلعتها ، وأشفى على الموت ، وكان بحلب أخوه الأصغر نصر الدين أمير اميران محمّد بن زنكي ، وأرجف بموت نور الدين ، فجمع أمير اميران
الناسَ واستمال الحلبيّ وملك المدينة دون القلعة ،
وأذِن للشيعة أن يزيدوا في الأذان « حيّ على خير العمل
محمّد وعليّ خير البشر » على عادتهم من قبل ، فمالوا إليه لذلك[946] .
[945] الروضتين في اخبار الدولتين
1 : 347 ، بغية الطلب في تاريخ حلب 4 : 2024 -
[946] زبدة الحلب من تاريخ حلب لابن العديم
2 : 486 -