قال ابن الأثير في
( الكامل في التاريخ ) : ثمّ إن البساسيري[899] وصل إلى بغداد يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام على غاية
الضر والفقر ، وكان معه أبو الحسن بن عبدالرحيم الوزير ،
فنزل البساسيري بمشرعة الروايا ، ونزل قريش بن بدران وهو في مائتي فارس عند مشرعة باب البصرة ، وركب عميد العراق ومعه العسكر والعوام وأقاموا بازاء عسكر البساسيري ، وعادوا وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي صاحب مصر ، وأمر فأذن بـ « حيّ على خير العمل » وعقد الجسر وعبر عسكره إلى الزاهر[900] .
وجاء في ( النجوم الزاهرة ) : ثمّ دخل الأمير أبو الحارث أرسلان البساسيري بغداد في ثامن ذي
القعدة بالرايات المستنصرية وعليها ألقاب المستنصر هذا صاحب مصر ، فمال إلى البساسيري أهل باب الكرخ وفرحوا به لكونهم رافضة ، والبساسيري وخلفاء مصر أيضاً رافضة ،
فانضموا إلى البساسيري وتشفّوا من أهل السنة وشمخت أنوف المنافقين الرافضة وأعلنوا
بالأذان بـ « حيّ على خير العمل » ببغداد .
واجتمع خلق من أهل
السنة على الخليفة القائم بأمر الله العباسي وقاتلوا معه وفشت الحرب بين الفريقين
في السفن أربعة أيّام .
وخطب يوم الجمعة
ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمستنصر هذا صاحب
[899] كان البساسيري مملوكاً تركياً من
مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة [ البويهي ] ، تقلبت به الأمور حتّى بلغ هذا المقام المشهور ، واسمه
أرسلان وكنيته أبو الحارث . انظر : الكامل لابن الأثير 8 : 87
احداث سنة 451 -
[900] الكامل في التاريخ
8 : 83 ، وانظر : البداية والنهاية 12 : 82 ،
تاريخ ابن خلدون 3 : 449 -