وبين القوّاد ـ ومَن معهم من العامّة ـ قتال شديد ، وطَرَح الأتراك النار في أسواق الكرخ ،
فاحترق كثير منها ، وألحقتها بالأرض ، وانتقل كثير من الكرخ إلى غيرها من المحالّ .
وندم القوّاد على
ما فعلوه ، وأنكر الإمام القائم بأمر الله ذلك ،
وصلح الحال ، وعاد الناس إلى الكرخ ، بعد أن استقرّت
القاعدة بالديوان بكفّ الأتراك أيديهم عنهم[890] .
وفي ( تاريخ أبي الفداء ) : وفي هذه السنة ( ت 444 هـ ) كانت الفتنة ببغداد بين السنة والشيعة ،
واعادت الشيعة الأذان « بحيّ على خير العمل » ، وكتبوا على مساجدهم : « محمّد وعليّ خير البشر »[891] .
بغداد ( سنة 448 ه )
ذكر ابن الأثير في
حوادث هذه السنة : وفيها أمر الخليفة بأن يؤذّن بالكرخ والمشهد وغيرها : « الصلاة خير من النوم » ، وأن يتركوا : « حيّ على خير العمل » ففعلوا ما أمرهم به خوف السلطنة وقوتها[892] .
وقال ابن الجوزي في
( المنتظم ) : وفي هذه السنة أقيم الأذان في المشهد بمقابر قريش ومشهد العتيقة
ومساجد الكرخ بـ « الصلاة خير من النوم » ، وأزيل ما كانوا يستعملونه في الأذان من « حيّ
على خير العمل » وقلع جميع ما كان على أبواب الدور والدروب من « محمّد وعليّ خير البشر » .