ذكر ابن الأثير
عدّة حوادث في هذه السنة ، وقال : « وفيها عُمل محضرٌ ببغداد يتضمّن القدح في نسب العلويّين أصحاب مصر ، وأنّهم كاذبون في ادّعائهم النسبَ إلى عليّ 1 ، وعَزَوهم فيه إلى الدَّيصانيّة من المجوس ، والقدّاحيّة
من اليهود ، وكتب فيه العلويّون ، والعبّاسيّون ، والفقهاء ، والقضاة ، والشهود ، وعُمل به عدّة نسخ ، وسُيِّر في البلاد ، وشُيّع بين الحاضر والباد
وفيها حدثت فتنة
بين السُّنة والشيعة ببغداد ، وامتنع الضبط ، وانتشر العيّارون وتسلّطوا ، وجَبَوا الأسواق ، وأخذوا ما كان يأخذه أرباب الأعمال ،
وكان مقدّمهم الطِّقطِقيّ والزَّيْبق ، وأعاد الشيعة الأذان
بـ « حيّ على خير العمل » ، وكتبوا على مساجدهم : « محمّد وعليّ خير البشر » ؛ وجرى القتال بينهم ، وعظم الشرّ[889] .
ثمّ صدّر حوادث سنة
خمس وأربعين وأربعمائة بذكر الفتنة بين السنّة والشيعة ببغداد ، فقال :
في هذه السنة ، في المحرّم ، زادت الفتنة بين أهل الكرخ وغيرهم من السُّنّة ، وكان ابتداؤها أواخر سنة أربع وأربعين [ وأربعمائة ] .
فلمّا كان الآن عظم
الشرّ ، واطّرحت المراقبة للسلطان ، واختلط بالفريقَيْن
طوائف من الأتراك ، فلمّا اشتدّ الأمر اجتمع القوّاد واتفقوا على الركوب إلى المحالّ وإقامة
السياسة بأهل الشرّ والفساد ، وأخذوا من الكرخ إنساناً علويّاً وقتلوه ،
فثار نساؤه ، ونَشَرنَ شعورهنّ واستَغَثنَ ،
فتَبعهنّ العامّة من أهل الكرخ ، وجرى بينهم
[889] الكامل في التاريخ
8 : 64 ، وانظر كلام ابن العماد الحنبلي في حوادث سنة 402
« الشذرات 3 : 162 » .