المستعين بالله
العباسي من ضواحي السلطان بطبرستان قطائعَ ،
منها قطيعة قرب ثغر الديلم وهما كلار وشالوس ،
وكان بحذائهما أرض يحتطب منها أهل تلك الناحية ،
وترعى فيها مواشيهم ، ليس لأحد عليها ملك إنّما هي مَوات ،
وهي ذات غياض ، وأشجار ، وكلأ .
فوجّه محمّد بن
عبدالله نائبه لحيازة ما أُقطِع ، واسمه جابر بن هارون النصراني ،
فلمّا قَدِم جابر عَمَد فحاز ما اتّصل به من أرض مَوات يرتفق بها الناس .
وكان في تلك
الناحية يومئذ أخوانِ لهما بأسٌ مذكوران بإطعام الطعام وبالإفضال ، يقال لأحدهما : محمّد ، وللآخر : جعفر ، وهما ابنا رستم ، فانكرا ما فعل جابر من حيازة الموات وكانا مُطاعَين في تلك الناحية ، فاستنهضا من أطاعهما لمنع جابر من حيازة ذلك الموات ؛ فخافهما جابر فهرب منهما فلحق بسليمان بن عبدالله بن طاهر وكان عامل
طبرستان يومئذ ، وخاف محمّد وجعفر ومن معهما من عامل طبرستان ،
فراسلوا جيرانهم من الدَّيلم يذكّرونهم العهد الذي بينهم ،
ثمّ أرسل ابنا رستم ومن وافقهما إلى رجل من الطالبيين ـ اسمه
محمّد بن إبراهيم كان بطبرستان ـ يدعونه إلى البيعة ، فامتنع ، وقال : لكنّي أدلّكم على رجل منّا هو أقوم بهذا الأمر منّي ، فدلّهم على الحسن بن زيد وهو بالري ،
فوجّهوا إليه عن رسالة محمّد بن إبراهيم يدعونه إلى طبرستان ، فشخص إليها ، فأتاهم وقد صارت كلّ الديلم وأهل كلار وشالوس والرويان على بيعته ، فبايعوه كلّهم وطردوا عمّال ابن أوس عنهم ـ وكان
هذا من عمال سليمان بن عبدالله عامل طبرستان ـ فلحقوا
بسليمان بن عبدالله ، وانضم إلى الحسن بن زيد أيضاً جبال طبرستان .
ثمّ تقدم الحسن ومن
معه نحو مدينة آمل ثمّ سارية ، وقيل إنّ سليمان انهزم اختياراً لأنّ الطاهريّة كلّها كانت تتشيّع ، فلمّا أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان تأثّم سليمان من قتاله لشدّته
في التشيع ، وقال :