لصلاة الفجر ، فلما انتهيت إلى « حيَّ على الفلاح » قال النبيّ0 : ألحق فيها « حيَّ على خير العمل »[432] .
وهذا النص ـ كما تـراه ـ واضـح لا مغمز في لفظه ولا معناه ،
لكنّ المتآخرين من علماء العامّة حرفوا النص عن وجهته فنقلوا الرواية بشكل آخر ، قالوا :
زعم
أحمد بن محمد بن السري أنّه سمع موسى بن هارون عن الحماني عن أبي بكر بن عياش عن
عبدالعزيز بن رفيع عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاماً فقال النبيّ :
اجعل في آخر أذانك « حيّ على خير العمل »[433] .
وبناء على هذا
التلاعب قال الحافظ ابن حجر في خبر السري :
« وهذا حدثنا به جماعة عن الحضرمي عن يحيى الحماني وإنّما هو : اجعل في آخر أذانك الصلاة خير من النوم »[434] .
لكن كلامه باطل من
عدة جهات :
الأولى : أنّ مكان « حيّ على خير العمل » عند من يقول بها هي وسط الأذان لا في
آخره ، وأنّها من أصل الأذان لا زيادة فيه كالصلاة خير من النوم ، وإنّما سوغ لهم هذا التلاعب تحريفهم نص السري عن وجهته ، حيث جعلوا الحيعلة الثالثة في آخر الأذان ،
ليتسنى لهم ادعاء أنّ الرواية وردت بجعل « الصلاة خير من النوم » في آخره لا الحيعلة الثالثة .
الثانية : أنّ زيادة « الصلاة خير من النوم » جاءت متأخّرة ، وقد قال مالك