ثمّ ذكرنا أقوال
بعض أعلام الإمامية كي نؤكّد إطباقهم على هذا الأمر وأنه مأخوذ من الوحي النازل
على النبيّ دون الرؤيا .
وحيث أن القول
بكونه وحياً قد ورد عند الفريقين بعكس القول بكونه مناماً الذي انفردت به أهل
السنة والجماعة ، ألقينا بعض الضوء على هذه الرؤية فكانت لنا وقفة مع أحاديث الرؤيا ، ثمّ تحقيق في دواعي نشوء مثل هذه الفكرة عندهم ، واحتملنا ارتباط هذا الأمر مع قوله تعالى : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً
لِلنَّاسِ المرتبط بلعن بني أميّة ، موضحين هناك بعض
معالم الخلاف وجذوره ، مؤكدين على أن أهل البيت كانوا يشيرون في كلماتهم ومواقفهم إلى أن
بني أميّة جدّوا للوقوف أمام انتشار ذكر محمّد وآله في الأذان والتشهد والخطـبة ، ساعين للتقليل من مكانة الإسراء والمعراج والادّعاء بأنّه كان بالروح
فقط ، أي أنّه كان في المنام لا في اليقظة ،
وذلك طمساً لذكر الرسول المسـتتبع طمس ذكر مكارمه 0 وفضائه ، والأنكى من ذلك أنهم أغفلوا وجود الإمام عليّ بن أبي طالب 1 ضمن المضطجعين مع النبيّ عند العروج أو البعثة وحرفوا نصوصاً ومشاهدات
اُخرى كانت في المعراج وتسميتها بأسماء آخرين .
ومثله تناسيهم ذكر
وجود مثاله في الجنَّة مع أنّهم ذكروا وجود أمثلة مَن هم أقلّ شأناً ومنزلة من
عليّ بكثير . وقد قلنا بأن فكرة الرؤيا استحكمت عند القوم بعد