الملائكة ، وإذا أذَّنت وأقمتَ صلَّى خلفك صفّان من الملائكة » ، ولا يجوز ترك الأذان إلّا في صلاة الظهر والعصر والعتمة ، يجوز في هذه الثلاث الصلوات إقامة بلا أذان ،
والأذان أفضل ، ولا تجعل ذلك عادة ، ولا يجوز ترك الأذان والإقامة في صلاة المغرب وصلاة الفجر ، والعلة في ذلك أنّ هاتين الصلاتين تحضرهما ملائكة الليل وملائكة
النهار[350] .
وقال الشيخ جعفر
كاشف الغطاء ـ ضمن بيانه لحكم وفضل الأذان ـ : « ولأنّه وضع لشعائر الإسلام دون الإيمان »[351] .
فهذه النصوص تشير
بوضوح إلى أنّ الأذان لم يكن إعلاماً بوقت الصلاة فقط ،
بل هو بيان لكلّيّات الإسلام وأصول العقيدة والعقائد الحقة .
فلو كان بياناً
لوقت الصلاة خاصّة ؛ لكان للشارع أن يكتفي بتشريع علامة كي تكون معلماً للوقت والمكان كما
تفعله اليهود والنصارى والمجوس بالبوق والناقوس وإشعال النار وغير ذلك .
وعليه ، لم يكن الأذان لإعلام وقت الصلاة خاصّة ، ويؤيّد
قولنا شموليّة التأذين لكثير من الأُمور الاجتماعيّة والحياتيّة، ولو سلّطنا الضوء
على آثار الأذان في الشر يعة لوقفنا على جواب سؤالنا .
[350] بحار الأنوار
81 : 169 - عن كتاب العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم .
[351] كشف الغطاء ، الطبعة القديمة 227
في بيان كيفيّة الأذان ، وسنعلِّق في الباب الثالث « اشهد ان
عليّاً ولي الله بين الشرعية والابتداع » على كلامه رحمه الله
تعالى .