على أنّ البخاري وغيره أرجعوا هذا الخبر إلى قبل أن يبعث الرسول 0 ، فجاء في الصحيحين عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر : سمعت أنس بن مالك يحدّثنا عن ليلة
أُسري بالنبيّ 0 من المسجد الكعبة :
جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام ، فقال أوّلهم : أيّهم هو ؟ فقال : أوسطهم هو خيرهم ، وقال آخرهم : خذوا خيرهم ، فكانت تلك ، فلم يَرَهم حتّى جاءوا ليلة أخرى فيما
يرى قلبه والنبيّ 0 نائمة عيناه ولا ينام قلبه فتولاّه جبرئيل ثمّ عرج به إلى السماء[272] .
وفي هذه الضبابية
وهذا الإبهام نرى كتب شروح الحديث عند أهل السنّة والجماعة لا توضّح إلّا بعض
الشيء عن هؤلاء ، فحكى السندي في حاشيته على النسائي وضمن تفسيره لهذا الحديث « قالوا : هما حمزة وجعفر »[273] .
وفي شرح مسلم باب
الإسراء : روي أنّه كان نائماً معه حينئذ عمّه حمزة بن عبدالمطّلب وابن عمّه
جعفر بن أبي طالب[274] .
وفي فتح الباري
بشرح صحيح البخاري : فقال أوّلهم : أيهم هو ، فيه إشعار بأنّه كان نائماً بين جماعة أقلّهم اثنان وقد جاء أنّه كان
نائماً معه حينئذ حمزة ابن عبدالمطّلب وجعفر بن أبي طالب ابن عمّه[275] .
[272] صحيح البخاري 5 : 33 ـ 34 /
كتاب المناقب ـ باب « كان النبيّ تنام عينه ولا ينام قلبه » . وانظر : 9 : 824 ، كتاب التوحيد ـ باب « وكلّم الله موسىٰ تكليما » ،
وصحيح مسلم 1 : 148 ، كتاب الإيمان ، باب « الإسراء برسول الله 0 » ، وسنن البيهقي 7 : 62 -
وقال ابن حجر في فتح الباري
13 : 409 : « وقوله : قبل أن يُوحى إليه » أنكرها الخطّابي وابن حزم وعبدالحقّ والقاضي عياض والنووي ،
وعبارة النووي : وقع في رواية شريك هذه أوهام أنكرها العلماء ، أحدها
قوله : قبل أن يوحى إليه ، وهو غلط لم يَوافَق عليه .
[273] حاشية السندي على النسائي
1 : 217 ، كتاب الصلاة باب فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين .
[274] هذا ما حكاه مهمّش تفسير القرطبي
20 : 104 - ولم نقف عليه في مظانّه .
[275] فتح الباري بشرح صحيح البخاري
13 : 409 ـ 410 ، كتاب التوحيد .