والفكري لرسول الله ، وما جاء به من مفاهيم ، لأنّه قال : إني لم أُبعث لعّاناً وإنّما بعثت رحمة[206] .
فهو 0 لم يكن لعّاناً في سجيّته ، ولم يلعن من لم يكن مستحقّاً
للّعنة، بل لعنَ جماعات وأفراداً مخصوصين يستحقّون اللعنة من الله ورسوله في ضمن
ملاكات الأحكام الشرعية والموازين الإلهية ،
ومثل هذا اللعن والسبّ والجلد لا معنى لاَِنْ يكون رحمة لصاحبه .
وهؤلاء القوم لم يسلموا إلّا ليحقنوا دماءهم، بعدما عجزوا عن الوقوف أمام
الدعوة وطمس الإسلام فدخلوا الإسلام لتحريف بعض المفاهيم وإبدال مفاهيم أخرى
مكانها ،
وكان ضمن مخططهم التقليل من مكانة الرسول والتعامل معه كإنسان عاديّ يصيب ويخطئ ويسبّ
ويلعن ،
كما كان في مخطّطهم الاستنقاص من الإمام عليّ ، لأنّه كان قد وتر شوكة قريش وسعى لتحطيم
سلطانهم .
فقد جاء في كتاب معاوية
إلى عماله : « أن انظروا
مَن قِبَلكم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فَأَدنُوا مجالسهم وقَرِّبوهم وأَكرموهم ،
واكتبوا إليَّ بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته » .
« فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة
والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا وتأتوني
بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبّ إلي وأقرّ لعيني ،
وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ،