responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر البصائر نویسنده : الحلي العاملي؛ الشيخ حسن بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 328

دَخَلْتُ عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ‌[1] وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي اللَّهِ، فَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَجْهاً كَالْوُجُوهِ، وَ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: لَهُ يَدَانِ، وَ احْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى‌ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ‌[2] وَ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: هُوَ كَالشَّابِّ مِنْ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَمَا عِنْدَكَ فِي هَذَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟.

قَالَ: وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَى جَالِساً وَ قَالَ: «اللَّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ».

ثُمَّ قَالَ: «يَا يُونُسُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُ وَجْهاً كَالْوُجُوهِ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ جَوَارِحَ كَجَوَارِحِ الْمَخْلُوقِينَ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ، فَلَا تَقْبَلُوا شَهَادَتَهُ، وَ لَا تَأْكُلُوا ذَبِيحَتَهُ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ، وَجْهُ اللَّهِ أَنْبِيَاؤُهُ وَ أَوْلِيَاؤُهُ.

وَ قَوْلُهُ تَعَالَى‌ خَلَقْتُ بِيَدَيَ‌[3] فَالْيَدُ الْقُدْرَةُ، وَ قَوْلُهُ تَعَالَى‌ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ‌[4] فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فِي شَيْ‌ءٍ، أَوْ عَلَى شَيْ‌ءٍ، أَوْ يَخْلُو مِنْهُ شَيْ‌ءٌ، أَوْ يَشْغَلُ بِهِ شَيْ‌ءٌ، فَقَدْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ، وَ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ*، لَا يُقَاسُ بِالْقِيَاسِ، وَ لَا يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، وَ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ، وَ لَا يَشْغَلُ بِهِ مَكَانٌ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ، بَعِيدٌ فِي قُرْبِهِ، ذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهَ وَ أَحَبَّهُ وَ وَصَفَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَهُوَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، وَ مَنْ وَصَفَهُ بِغَيْرِ هَذِهِ الصِّفَةِ فَاللَّهُ بَرِي‌ءٌ مِنْهُ وَ نَحْنُ بِرَاءٌ مِنْهُ».

ثُمَّ قَالَ ع: «إِنَّمَا أُولُوا الْأَلْبَابِ الَّذِينَ عَمِلُوا بِالْفِكْرَةِ حَتَّى وَرِثُوا مِنْهُ حُبَ‌


[1] الظّاهر هو مالك بن أنس أحمد أئمّة المذاهب الأربعة.

[2] سورة ص 38: 75.

[3] سورة ص 38: 75.

[4] الانفال 8: 62.

نام کتاب : مختصر البصائر نویسنده : الحلي العاملي؛ الشيخ حسن بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست