نام کتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) نویسنده : آل فقيه العاملي، ناجي طالب جلد : 1 صفحه : 451
قيل له : مَن أشرتَ إليهم مِنَ
المنكِرين لأخبار الآحاد إنما كلَّموا مَن خالفهم في الإعتقاد ودفعوهم عن وجوب
العمل بما يروونه من الأخبار المتضمّنة للأحكام التي يروون هم خلافها ، وذلك صحيح
على ما قدمنا ، ولم نجدهم اختلفوا فيما بـينهم ، وأنكر بعضُهم على بعضٍ العملَ
بما يروونه ، إلا مسائل دل الدليل الموجب للعلم على صحتها ، فإذا خالفوهم فيها
أنكروا عليهم لمكان الأدلة الموجبة للعلم ، والأخبارِ المتواترة بخلافه .
فأمّا من أحال ذلك
عقلاً ، فقد دللنا فيما مضى على بطلان قوله ، وبـينّا أن ذلك جائز ، فمن أنكره كان
محجوجاً بذلك .
على أن الذين اُشير
إليهم في السؤال أقوالهم متميزة ـ أي شاذّ نادر ـ من بين أقوال الطائفة المحقة ،
وعلمنا أنهم لم يكونوا أئمة معصومين ، وكل قول عُلِمَ قائلُه وعُرِفَ نسبُه وتميز
من أقاويل سائر الفرقة المحقة ، لم يُعتد بذلك القول ، لأن قول الطائفة إنما كان
حجة من حيث كان فيها معصوم[404]، فإذا كان القول صادراً
من غير معصوم علم أن قول المعصوم داخل في باقي الأقوال ، ووجب المسير إليه ، على
ما نُبـينُه في باب الإجماع .
فإن قيل : إذا كان العقل يجوِّزُ
العملَ بخبر الواحد ، والشرع قد ورد به ، فما الذي حملكم على الفرق بين ما ترويه
الطائفة المحقة ، وبين ما يرويه أصحاب الحديث من العامّة عن النبي (ص) ؟ وهلاّ
عملتم بالجميع ، أو منعتم من الكل ؟
قيل : العمل بخبر الواحد
إذا كان دليلاً شرعياً فينبغي أن نستعمله بحيث قررته الشريعة ، والشرعُ يَرى
العملَ بما ترويه طائفة مخصوصة ، فليس لنا أن نـتعدّى إلى غيرها ، كما أنه ليس لنا
أن نـتعدّى من رواية العدل إلى رواية الفاسق[405] .
وإن كان العقل مجوِّزاً
لذلك ، أجمع
على أن مِن شرط العمل بخبر الواحد أن يكون راويه عدلاً بلا خلاف ، وكل مَن أسند
إليه ممن خالف الحق لم تـثبت عدالته ، بل ثبت فسقه ، فلأجل ذلك لم يجز العمل بخبره[406] .
[404]
هنا يقول بأنّ الإجماع الحجّة إنما هو الإجماع الدخولي فقط ، أي الذي نعلم بدخول
الإمام في المجمِعين .
[405]
وهنا أيضاً يؤكّد على حجيّة خصوص خبر العادل ، أمّا الثقة من غير الإمامية فخبرُه
غيرُ حجّة .
[406]
وهذا أيضاً تصريح بعدم حجيّة خبر الثقة من غير الإثـني عشرية .
نام کتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) نویسنده : آل فقيه العاملي، ناجي طالب جلد : 1 صفحه : 451