responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعلیقة علی ذخیرة المعاد نویسنده : الوحیدالبهبهانی، محمدباقر    جلد : 1  صفحه : 50
ومَنْ له اطّلاع في كتب التأريخ يجد أنّ الأدوار التي مرّ بها عِلْم الفقه مختلفة؛ بسبب الظروف السياسيّة المتقلّبة التي كان لها دخل في ذلك، ففي زمن الإمامين الصادقينc بلغ الصراع بين الأمويّين والعباسيّين على السلطة أشدّه، وهذا ما فسح المجال للإمامينc أن يُمارسا نشاطهما العلميّ بكلّ ما أُوتيا مِنْ قوّة، فأصبح الحراك العلميّ والثقافيّ أكثر نشاطاً وتفاعلاً، والتصدّي لأقوال المشكّكين وأصحاب الآراء الفاسدة شديداً، وقد ضمّت مدرسة الإمام الصادقg حوالي أربعة آلاف تقريباً من حَمَلة العِلْم، وقد أُلِّف في تلك الحِقبة من الزمن أربع مائة أصل يُعتمد عليها في الفقه الجعفريّ، تُسمّى بـ : (الأصول الأربع مائة).

وفي هذه المرحلة نضجت واتسعت القواعد العامّة للفقه الإماميّ، ووصلت إلينا بشكل روايات، ثمّ طُرحت على طاولة البحث العلميّ، فانبثقت منها القواعد الأصوليّة والفقهيّة التي يعتمد عليها الاجتهاد حتى اليوم، والتي جعلت المذهب متميّزاً من غيره بتراثه العلميّ الرصين، ورجالاته الثقات المخلصين، ملبياً احتياجات كلّ عصر بدقّة ومتانة بعيداً عن الترقيع والتضليل.

لكن ما إن استتبّ الأمر للعباسيّين حتى بدأت الضغوطات والمضايقات تطلّ برأسها من جديد على مدرسة أهل البيت ، فعمدوا إلى زجّ أئمة الشيعة بالسجون والمعتقلات؛ لقمع حريّاتهم، وقطع الطريق أمام بثّ علومهم حتى جاء زمن الغيبة الصغرى.

أمّا بعد الغيبة الصغرى فبدأت مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها، حيث انتقال الزعامة من الأئمّة المعصومين والنوّاب الخاصّين (السفراء الأربعة) للإمام المنتظر إلى العلماء المجتهدين الفقهاء، وذلك بأمر منه علیه السلام ، كما يدلّ

نام کتاب : تعلیقة علی ذخیرة المعاد نویسنده : الوحیدالبهبهانی، محمدباقر    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست