وإنّ اختياره من قبل مالك النسخة الشيخ الآقا عبد الله البهبهانيّ لتحرير هذه التعاليق التي كانت مشتتة في هوامش كتاب (الذخيرة) لم يكن إلّا عن معرفة تامّة بقدرة المحرّر العلميّة على جمعها وترتيبها وتبويبها في رسالة مستقلّة، مع اختيار ما يناسبها من نصوص متن (الذخيرة) وَفق منهج علمي رصين، بخاصّة أنّها مُقدّمة إلى عالم ذي مكانة عالية ذاع صيته في الخافقين، ألا وهو الشيخ عبدالحسين الطهرانيّ (شيخ العراقين) رحمة الله . ويؤكد ما ذكرناه قوله: فلمّا رأى الآقا (دام ظلّه) شدّة اهتمام الشيخ إلى جمع التعليقة أمرني وتلطّف إليّ بجمعها وتدوينها في رسالة مستقلّة، على نهج قريب يسهل تناوله على الطلّاب، وأُسلوب غريب يهشّ إليه أُولو الألباب؛ ليكون موجباً للشّياع، وباعثاً على مزيد الانتفاع .

هذا ما أسعفنا به البحث من وصفٍ لأحوال هذا الرجل رحمة الله ، والذي يقرأ ديباجته المذكورة سيجد ما ذكرناه جليّاً بيّناً.