responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 60

ففي وضع النصب على الفرسخ لا بد من الموضوع، وهو النصب، والموضوع عليه: وهو المكان، والموضوع له: وهو الدلالة على أنه رأس الفرسخ الذي هو الغاية.
أما الوضع في محل الكلام فمشتمل على أمرين: موضوع، وموضوع له، دون الموضوع عليه، فإن اللفظ موضوع، والدلالة على المعنى موضوع له، وأما الموضوع عليه فليس بموجود، وربما قيل: بأن المعنى هو الموضوع عليه، ولكن ذلك غلط، بل المعنى موضوع له، فإن اللفظ وضع ليدل على المعنى كوضع النصب للدلالة على راس الفرسخ، فالأركان في الوضع ناقصة، وإن أبيت إلا عن كون المعنى هو الموضوع عليه فالمفقود هو الموضوع له، وكيف كان، فالوجوه التي ذكرت لبيان حقيقة الوضع كلها باطلة.
المختار
وبعد أن استعرضنا الأقوال المتقدمة - التي هي في بيان حقيقة الوضع وبطلانها- نقول:
إن الإنسان لما كان محتاجاًٍ إلى التفهيم والتفاهم بمقتضى طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه كان مضطراً لأن يخترع ما يسد به حاجته القائمة، ليتمكن من ابراز مقاصده، وما يمكنه في قرارة نفسه من المعلومات التي يطلب ايصالها للاخرين، فكانت الغاية المتوخاة من الوضع ليس إلا احضار المعاني أمام المخاطبين، ومن البديهي أن الاشارة وإن كانت وسيلة للافهام إلا أنها من العسر جداً أن تفي بالغرض الذي تتوقف عليه حياة الإنسان الاجتماعية، لأجل هذا اتخذ الإنسان وسيلة أخرى اقصر من الاشارة، وأوفى بالمقصود، تلك هي الألفاظ، فإن الألفاظ تلقي المعنى أمام السامع، وتبرز مقصود المتكلم، وهي وافية بجميع المقصود فكان حالها كالاشارة من ناحية إفهام المقابل؛ فكما أن المشير يمكنه أن يلفت نظر المخاطب إلى أن المقصود من حركته هو المجيء، كذلك اللافظ يمكنه أن يعبر بلفظ جاء للدلالة على هذا المعنى، غاية الأمر
نام کتاب : مصابيح الأصول نویسنده : بحر العلوم، السيد علاء الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست