. . . . . . . . . . _______________________________________ استعملت في القرآن الكريم وكذا في غيره غالباً بمعنى الحضور كما في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[1]، (فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[2]، (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[3] وغيرها، فمن شهد أي من حضر، وهكذا.
وقد تستعمل بمعنى إظهار العقيدة كقوله سبحانه: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّهِ)[4]،
أي يبرزون عقيدتهم بأنك رسول اللّه، ومنه قولنا أشهد أن لا إله إلاّ
اللّه، وأشهد أن محمّداً رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، أي أن
عقيدتنا هي ذلك.
ولكن غالب استعمالها إنما هو في الحضور، وما ورد في الروايات من شهادة
شاهدين، وكذا في الآيات لم يظهر منها حجية قول المخبر وإن لم يكن إخباره
مستنداً إلى الحس، بل كان عن اجتهاد منه، والحجية لابدّ لها من دليل،
والمتيقن منها إنما هو إذا كان عن حس من سماع أو رؤية أو نحو ذلك، كما ورد
التصريح به في بعض الموارد كالزنا، يشهد بأنه رآه كالميل في المكحلة.
[1] التغابن: 18. [2]البقرة: 185. [3]النور: 2. [4]المنافقون: 1.