المطبوع عليه. و لعلّ السائل كان ذهنه مسبوقا بأنّ الكذّاب فاجر فاسق، أو أنّه لا يكون مؤمنا، فسأل ما سأل.
و أمّا احتمال أن يكون نظره إلى قوله تعالى سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ[1] فليس بشيء، فإنّه مربوط ببعض الأمم السالفة، و لا يناسب المقام، فراجع. [1] و أبعد منه احتمال أن يكون السؤال و الجواب راجعا إلى تفسير اللغة، بل هو مقطوع الخلاف و لا يناسب قوله: «ما من أحد.».
و
كرواية الحسن بن محبوب المرويّة عن اختصاص الشيخ المفيد، قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: يكون المؤمن بخيلا؟ قال: «نعم». قلت: فيكون جبانا؟
قال: «نعم». قلت: فيكون كذّابا؟ قال: «لا». [2] ثمّ قال: «جبّل [3] المؤمن على كلّ طبيعة إلّا الخيانة و الكذب.» [4]
و
عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ المؤمن ينطبع على كلّ شيء إلّا على الكذب و الخيانة». [5]
و
عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-: قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ثلاث من كنّ فيه كان منافقا، و إن صام و صلّى و زعم أنّه مسلم: من إذا ائتمن خان، و إذا حدّث
[1] راجع مجمع البيان 9- 10- 289. فإنّه قال الطبرسي- قدّس سرّه-: «و الفائدة في الآية بيان شبهتهم [قوم ثمود] الركيكة التي حملوا أنفسهم على تكذيب الأنبياء من أجلها، و هي أنّ الأنبياء ينبغي أن يكونوا جماعة.».