فلا بدّ إمّا من التصرّف في النصر و الخذلان بحملهما على مورد خاصّ كنصره في وقوع ظلم عليه و هو أيضا محلّ إشكال أو منع، أو حمل الروايات على الاستحباب و الكراهة المهتمّ بهما، و التعبير بما فيها لإفادة شدّة الاهتمام كما ورد نظيره بل أشدّ منه في حقوق الأخوّة المستحبّة.
ففي رواية المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه- عليه السلام-، قال: قلت له: ما حقّ المسلم على المسلم؟ قال: «له سبع حقوق واجبات ما منهنّ حقّ إلّا و هو عليه واجب إن ضيّع منها شيئا خرج من ولاية اللّه و طاعته و لم يكن للّه فيه نصيب» قلت له: جعلت فداك و ما هي؟ قال: «يا معلّى، إنّي عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل» قلت: لا قوّة إلّا باللّه، قال: «أيسر حقّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك» ثمّ عدّ حقوقا لم يكن شيء منها واجبا بالضرورة كإرسال خادمه إلى منزل ليخدمه و عيادة مريضه و شهود جنازته و إعانته بنفسه و ماله و لسانه و يده و رجله [1].
و الإنصاف أنّ من تدبّر في هذا السنخ من الروايات ليطمئنّ بأنّ غلظة التعبيرات لإفادة الاهتمام لا لإفادة الوجوب أو الحرمة.
2- الروايات التي أخذ فيها عنوان الردّ عن غيبة المؤمن.
و الطائفة الثانية: ما أخذ فيها عنوان الردّ:
كالمروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال في خطبة له: «و من ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد اللّه عنه ألف باب من الشرّ في الدنيا و الآخرة، فإن لم يردّ عنه