لتحريك النوق. و الإنشاد ببحر الرجز يخالف الغناء، و لا يحصل به الخفّة و الطرب الخاصّ بالغناء، بل يحصل منه التهيّج الخاص بالحرب و نحوه.

فيمكن أن يقال: فيها إشعار بعدم جواز الحداء و التغنّي للإبل، فإنّ تركه و الأخذ بالرجز، مع مناسبة الأوّل للسوق، مشعر بممنوعيّته.

و أمّا قوله: و كان عبد اللّه جيّد الحداء إخبار من الراوي، و لا يدلّ على حدوه بالتغنّي.

نعم،

في محكي مناقب محمد بن عليّ بن شهرآشوب قال: و كان حادي بعض نسوته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خادمه أنجشة فقال لأنجشه: «ارفق بالقوارير» و في رواية:

«لا تكسر القوارير» [1].

و فيه- مضافا إلى أنّ الظاهر أنّ صدره من كلام ابن شهرآشوب لا رواية عن المعصوم- أنّ المظنون أنّه نقل بالمعنى حسب اجتهاده من قطعة من الرواية المتقدّمة مع أنّ في معنى الحادي كلاما يأتي عن قريب.

و استدلّ عليه‌ [2]

بموثقة السكوني بإسناده، قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: زاد المسافر الحداء و الشعر ما كان منه ليس فيه خناء» [3]. و إسناده عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و في شرح الفقيه للمجلسي‌ [4]، و الفقيه المطبوع في عصرنا سنة 1376 [5]،

[1] المستدرك 8- 213، كتاب الحج، الباب 28 من أبواب آداب السفر، الحديث 2، و المناقب 1- 147، فصل في آدابه و مزاحه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

[2] راجع حاشية المكاسب للعلّامة الميرزا محمد تقي الشيرازي: 103، في بيان حرمة الغناء.

[3] الوسائل 8- 306، كتاب الحج، الباب 37 من أبواب آداب السفر إلى الحج، الحديث 1.

[4] راجع ذيل الصفحة 345 من الكتاب، الرقم 3.

[5] الفقيه 1- 226، كتاب الحج، باب الحداء و الشعر في السفر، (طبع سنة 1376).