تفسير العلّامة الشيخ محمد رضا الأصفهاني للغناء و ماهيّته
و قد تصدّى العلم الفقيه الشيخ محمد رضا آل الشيخ العلّامة الشيخ محمد تقي- رحمهما اللّه- لتفسيره في رسالة لطيفة مستقلّة [1] فقال:
«الغناء صوت الإنسان الذي من شأنه إيجاد الطرب بتناسبه لمتعارف الناس، و الطرب هو الخفّة التي تعتري الإنسان فتكاد أن تذهب بالعقل و تفعل فعل المسكر لمتعارف الناس أيضا».
ثمّ تصدّى لتشييده بذكر مقدّمة حاصلها:
«أنّ الغناء من أظهر مظاهر الحسن و لأجله يطلبه من يطلبه، فلا بدّ لبيان ناموس الحسن:
فأقول: الحسن و إن كان ممّا تحيّر فيه العقول و يدرك و لا يوصف و لكنّه في المركّبات لا يخرج عن حدّ التناسب، فأينما وجد فالتناسب سببه، فالخط الحسن ما تناسبت واواته و ميماته، و الشعر الحسن ما تناسب ألفاظه و معانيه، و لا يوصف الحيوان بالحسن إلّا إذا تناسبت أعضاؤه، و لا يقال للوجه: إنّه جميل إلّا إذا تناسبت أجزاؤه، و هكذا.
و الصوت بين مظاهر الحسن من أكثرها قبولا للتناسب، فإذا كان الصوت متناسبا بمه، و زيره، و بزاته، و مدّه، و ارتفاعه، و انخفاضه، و اتصاله، و انفصاله، سمّي بالغناء.
و قد وضع لبيان هذه النسب و أقسامها فنّ الموسيقى الذي هو أحد أقسام