و تحقيقات دقيقة في موضوعات متنوّعة من الحديث و الفلسفة و العرفان و الأخلاق و العقائد و التفسير و غيرها تنوف على خمسة و ثمانين كتابا، تركنا ذكر أسمائها و خصوصيّاتها في هذه المقدمة رعاية للاختصار.
منهجه العلميّ و أسلوبه الاجتهاديّ:
لقد تميّز الإمام الخميني من بين الفقهاء بأسلوبه العلمي و منهجه الخاصّ به في العمليّة الاجتهادية، و هو أمر لو أراد أحد الوقوف عليه لزم أن يستعرض عطاءه العلمي برمّته و يطالع بإمعان آثاره الفقهيّة و الأصولية و الفلسفيّة.
و نحن نشير- هنا- إلى ملامح من أسلوبه العلمي و منهجه في التحقيق، و العمليّة الاجتهادية:
1- إنّ ما يعتبر من أبرز ملامح الأسلوب العلميّ الذي تميّز به الإمام الراحل هو التفكير الكثير في كلّ مسألة من المسائل.
فقد كان- رحمه اللّه- يولّي أقوال الفقهاء اهتماما خاصّا، إلّا أنّه كان يسعى دائما إلى أن يحصل بنفسه على مطلب جديد و نكتة خاصّة من الروايات، و كان يتّقي بشدّة أن يكون مقلّدا للشخصيّات العلميّة، و إن كانت من أصحاب المنزلة الفقهيّة و العلميّة الرفيعة.
2- كان- رحمه اللّه- يتجنّب بشدّة إدخال العلوم العقليّة و إقحامها في الفقه و العلوم النقليّة، فهو- قدّس سرّه- رغم أنّه كان من أصحاب النظر و الرأي في العلوم العقليّة و الفلسفية، بل كان من المبتكرين في هذه المجالات، إلّا أنّك لا تجد أدنى أثر لدخالة أمثال هذه المسائل في أسلوبه الاجتهادي، و تحقيقاته الفقهية.