حتّى لا يخرج الحديث عن إطار الحجّية، و لا يسقط عن الاعتبار و الاستدلال من دون مبرّر مقبول أو تخدش شخصيّة راو معيّن من دون سبب وجيه لا سمح اللّه.
2- كان يعتني أكثر من المتعارف بفقه الحديث عند تناوله، و يولي اهتماما كبيرا بالاحتمالات المختلفة و الاستنتاجات المناسبة لكلّ احتمال.
3- كان يولي اهتماما بالغا بالنقول المختلفة و الصور الأخرى للحديث، إذا كانت في المجاميع الحديثيّة، و الكتب الروائية، إذ يمكن أن يتغيّر المعنى، و المراد، في ضوء النقول، و الصور المختلفة فيكون هناك معنى خاصّ هو المراد في الحديث توجب الغفلة عنه الغفلة عن الهدف المنشود و الغاية المطلوبة.
4- كان يتميّز بالعناية البالغة بظواهر الكلمات في الأحاديث و الروايات و الدقّة الكاملة في أقوال الفقهاء، و الابتعاد عن الاستفادات البعيدة و غير المأنوسة و غير المناسبة لظواهر الكلمات و العبارات في الأحاديث و الروايات و أقوال الفقهاء.
كل هذا إلى جانب تثمينه لعمليّة الاجتهاد، و دفاعه عن الرأي القائم على الاستدلال العلمي النابع عن الاجتهاد مهما كان- كما عرفنا ذلك في مسألة الغناء، و ما واجه به من هاجم الفيض رحمه اللّه.
إنّ الاستعراض الكامل للمنهج العلمي الذي اتّسم به العمل الاجتهادي عند الإمام الراحل- قدّس سرّه- يحتاج إلى وقت أوسع، و إلى المزيد من التعمّق و المطالعة في ما كتبه هذا الفقيه الفريد و هذا العلم العيلم في شتى مجالات الفقه و الأصول و الفلسفة و العرفان.