responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 321

النظام الشاهنشاهي أكثر من التهديد الذي تشكّله جبهة اليسار المعارضة، فقد جعلت النظام يقف في مواجهة أخطار جدية.

نحن الآن في محضر آية الله، في حجرة أبعادها 2^ 3 متر، في منزل يقبع في أبعد نقطة من نقاط مدينة النجف، المدينة التي تعد من الناحية الجغرافية من أسوأ المناطق الصحراوية في العراق.

ففي الطريق بين بغداد والنجف هبَّت عاصفة رملية راحت تتلاعب بسيارتنا، وتنقلها أحياناً من مكان الى آخر كالريشة، حتى استقر بها المقام جثّة هامدة في كثبان الرمل. كان سائقنا يعتبر ذلك نوعاً من الغضب الالهي، فأخذ يتلو آيات من القرآن.

هنا حيث الارض المقدّسة للمسلمين الشيعة، نجد الله العادل ودعوته لنشر العدل والعدالة حاضراً وناظراً في كل مكان. فالنجف تحتضن مرقد علي، الامام الاول وصهر الرسول، وفي كربلاء مرقد الحسين الامام الثالث وحفيد الرسول، ويستقر قبرا هذين الإمامين تحت قبتين طليتا من الخارج بالذهب الذي لا حدود للمعانه وسطعانه.

ومن الداخل أيضاً زيّن المرقدان بآلاف المرايا المضيئة، وكان هذان الإمامان والأئمة من أبناء الإمام الحسين الى الإمام الحادي عشر قد قتلوا جميعاً على أيدي الامويين والعباسيين الغاصبين. ورغم ذلك، فان هذه الثروة الظاهرية في قلب الفقر المدقع للبيئة لا تثير العجب، بل هي في الحقيقة بحد ذاتها مؤشِّر إلى حالة انتقام أتباع الفكر الشيعي من غَصَبَة حق أئمتهم.

إن الاسلام الشيعي الذي يشكّل أتباعه 61 من المسلمين في العالم، يحيا منذ عشرة قرون في انتظار الإمام الثاني عشر، الامام الذي سيقيم حكومة الحق، ويملأ الأرض قسطاً وعدلًا. وعلى الرغم من أن الأماكن المقدسة للشيعة تقع في العراق، حيث يشكل الشيعة نصف السكان يتمركز الشيعة في إيران بشكل خاص، ففي الحقيقة ان 93% من مجموع 33 مليون ايراني هم من الشيعة. فهل الذي يتحكّم بهذه الجماهير الشيعية- التي باتت اليوم تؤمن بشدّة وإخلاص بتحرّكها- ويحكم إيران هو هذا العجوز الزاهد- آية الله الخميني-، ويمتلك كل هذه القدرة؟

فقد قام الشاه بنفيه من ايران عام 1963 وبعد مدَّة من النفي أمضاها في تركيا، انتقل للإقامة في النجف، ثم جاءت وفاة نجله المفاجئة لتفجِّر انتفاضات متتالية هزت ايران بين حين وآخر.

يقع المنزل المتواضع لآية الله الخميني في منعطف أحد أزقة النجف الضيّقة التي تتداخل بيوتها بنحو يقيها أشعة الشمس الحارقة، ويشبه المنزل في تواضعه وبساطته بيوت فقراء النجف. اذ تضمّ غرفه الثلاث اكثر من اثنى عشر من المقرّبين لسماحته، كما أن هذا المنزل المتواضع يخلو من أي مؤشر أو علامة تدل على قدرات زعماء الانتفاضة أو رؤساء الأحزاب المعارضة الذين في المنفى.

واذا كان آية الله الخميني يتمتّع بالقدرة التي أهّلته لأن يتحكم بالشعب الايراني وانتفاضته، فمن المؤكد أنَّ هذه القدرة مستوحاة من حضوره القوي والفاعل في أفكار الشعب الايراني، القدرة التي تضاعفت عشرات المرات بدلًا من أن تتضاءل بعد نفيه من ايران. لم يتحدّث آية الله- الرجل الوقور القليل الكلام- حتى الآن الى الصحافة العالمية مطلقاً، ومن هنا كان هذا الحوار الذي أجراه مع صحيفة لوموند أوّل حديث صحفي لسماحته:]

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست