responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 300

نسبوا هذا إلى حضرة عيسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) نبي، والنبي لا يمكن أن يكون منطقه هكذا. أنتم رأيتم الأنبياء، إلّا أن حضرة عيسى (عليه السلام) عاش قليلًا بين الشعب، ثم رفع بالمعراج إلى السماء.

أنتم كلّكم تعلمون تاريخ الأنبياء، فحضرة إبراهيم (عليه السلام) الذي هو أبو الأنبياء العظام- عليهم السلام- قام بفأسه وحطّم تلك الأصنام كلها، ولم يَخَفْ قط من الإلقاء في النار، لم يخشَ هذا الكلام، ولو كان لديه خوف لما كان نبياً.

هذا منطق ذلك الإنسان الذي حارب القوى الكبرى في زمانه، ووقف وحده إزاء تلك القوى التي سعت لاحراقه فيما بعد، لم يكن منطقه أنه إذا صفعوك على هذا الجانب أدرْ لهم الجانب الثاني. هذا منطق الكسالى الذين لا يعرفون الله.

هؤلاء لم يقرأوا القرآن، فهذا موسى (عليه السلام) كان امرءاً واحداً راعياً، وقف بعصاه مقابل مَن؟ مقابل فرعون الذي كان يدّعي الألوهية. هؤلاء أيضاً يريدون ادّعاء الالوهية، يرون أنه ليس هناك من يعبأ بهم، ولو تراخيتم قليلًا لقال هؤلاء ايضاً (أنا ربكم الأعلى).

إن هذه الأكاذيب كانت في العالم، وها هي الآن فيه أيضاً، وسوف تبقى إلى ما بعد، فذلك موسى (عليه السلام) وذلك أيضاً الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي تعرفون تاريخه جيداً بعث وحيداً، وخطط ثلاث عشرة سنة، وحارب عشر سنوات، لم يقل: (ما نحن والسياسة؟). أدار بلداناً، ولم يقل: (ما علاقتنا بالسياسة؟) وتلك أيضاً حكومة أمير المؤمنين، وكلكم تعرفون وضع حكومته ووضع سياسته ووضع حروبه، لم يقل: (علينا أن نجلس في بيوتنا نقرأ الدعاء ونزور، فلا علاقة لنا بهذه الأمور).

أحد العلماء كان يقول: (لو أن حضرة صاحب الزمان- سلام الله عليه- رأى الأمر يقتضي المبادرة، لجاء بنفسه). رحمه الله، كان يقول: (قلبي لا يحترق على الإسلام أكثر من صاحب الزمان- سلام الله عليه- وهو يرى كل شي‌ء، فليأت هو بنفسه، فلماذا أقوم أنا بذلك)؟

هذا منطق الذين يريدون التنصل من عب‌ء المسؤولية، والإسلام لا يقبل هؤلاء، ولا يقيم لهم اعتباراً، فقد غلبهم التنصّل من المسؤولية، فراحوا يقومون بعمل ما، يبحثون عن روايتين من هنا وهناك، فيتوصّلون إلى نتيجة مؤدّاها ضرورة التنسيق مع السلاطين مثلًا، والدعاء للسلاطين.

وهذا خلاف للقرآن، هؤلاء لم يقرأوا القرآن، ولو جاءت مائة رواية تشير الى هذا المعنى ضربنا بها عرض الجدار، فهي خلاف القرآن، خلاف سيرة الأنبياء، مع أنه ليست هناك رواية تقول بهذا.

لاحظوا أنتم كل تلك الروايات التي تشير إلى أن مَنْ أحب سلطاناً حُشِرَ معه، هل يمكن أن يرغب المسلم في أن يحيي الله أحد الظلمة القاتلين؟ هل يمكن أن تكون لديه محبّة لمن يقتل إنساناً، يقتل عالماً، يقتل العلماء؟ كم لدينا الآن من العلماء الكبار والمدرسين العظام يرزحون في السجون وفي المنفى؟ هل تعلمون كم من العلماء يرزحون الآن في السجون، وكم من هؤلاء العلماء في المنفى؟

وبرغم ذلك عاد هؤلاء الذين نُفوا سابقاً، وشدّوا قبضاتهم في وجه الحكومة والشاه، فوقعوا في مشكلة مرة ثانية، فهذا الأخ الشاب المحترم الذي تكلّم أمس في مراسم الفاتحة كان معتقلًا ومنفياً، وأظن- ظنَّاً يفوق الظن- أنه اعتقل مرَّة أخرى، أو أنه سيعتقل غداً، لقد جاء من السجن توّاً وشدّ

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست