responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 20  صفحه : 331

ويصدر الأوامر والأحكام؛ كلا ليس الأمر كذلك، كانوا يصدرون الأحكام ويتابعونها من أجل تنفيذها.

الأنبياء وتشكيل الحكومة الاسلامية

كان النبي ابراهيم (ع) يبين المسائل الالهية ثم ينال من آلهتهم وأصنامهم آنذاك- وهي بمثابة التطاول على‌الله تعالى‌و العياذ بالله في مذهبنا- هكذا كان يبدي معارضته، ففي الوقت الذي كان ينقل التعاليم الالهية كان يواجه الظلم والجور بكل صلابة.

إنّ هذه السياسة التي تروج لها القوى الاستكبارية في العالم من وجوب عدم تدخل الدين في السياسة ما هي إلا إحدى الوسائل للابقاء على‌تخلف المسلمين والحيلولة دون معارضتهم لها، لذا نراهم يكثفون دعاياتهم بين الكثير من الفئات بالقول: ما شأن رجل الدين والسياسة؟ فلينصرف لقراءة الأدعية! حتى أنّ‌أتباع النبي عيسى (ع) يتصورون أنّ‌النبي عيسى ماجاء إلا لقول المعنويات، كلا كان على‌نهج بقية الأنبياء، وكان مصمماً على المعارضة منذ البدء.

ينقل القرآن الكريم بأنّه عندما ولد قال: آتاني الله كتاباً، فلما اتهم اليهود أمه العذراء بتلك التهم الشنيعة والباطلة قال لها: لا تحزني ولئن أتى أحد للتحدث معك أشيري له بأنّك صائمة- وكانت صائمة حتماً- واذهب لسؤال ذلك الطفل؛ جاؤوا فعلًا لإطلاق بعض الكلام غير اللائق فأشارت السيدة مريم بالتحدث مع الطفل الرضيع، فقالوا: كيف نكلم هذا الطفل؟ عندئذ كلمهم المسيح وقال: آتاني الله كتاباً؛ تأملوا فيما يقول! حيث يتضح من مسألة إيتاء الكتاب أنّ هناك أموراً سبقت تولده، فنبي كالنبي عيسى (ع) لا يكون جليس البيت وينقل التعاليم الالهية فقط، وإلا لماذا صلبوه؟ ولم آذوه؟!

هكذا كانت سيرة جميع الأنبياء، وأوضح مثال على ذلك نبينا الكريم (ص)، إذ جاء لتشكيل حكومة؛ وهذا يعني اهتمامهم بالحكومة والسياسة، ولا تنفك إقامة الحكومة عن التدخل في السياسة وورود ميدانها.

بناءاً على‌ذلك، ما هذا الموضوع الذي نشره الأعداء بين المسلمين حتى‌اعتقد به بعض المقربين أيضاًمن كون المسجد لنا والحكومة لهم إلا للقضاء علينا ولجعل المسلمين ينصاعون لهم.

ينبغي أن يصحو المسلمون، وعليهم أن يطالعوا سيرة الأنبياء وسيرة النبي الكريم (ص) على وجه التحديد، ويجب علينا التأسي بهم، فان جاء النبي للجلوس في مسجد المدينة وقراءة القرآن والتخلي عن بقية الأعمال لتأسينا به وحذونا حذوه، لكنّ الحقيقة أنّه خاض غمار الحرب منذ بداية الدعوة في مكة المكرمة الى‌أن ذهب الى المدينة وأقام فيها الحكومة، ثم نشر حكومته في جميع الأصقاع والأمصار التي تمكن من بلوغها، وبشر الناس ببسط نفوذ الاسلام على جميع‌

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 20  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست