المناسبة: الذكرى السنوية للحرب المفروضة من العراق على ايران (أسبوع الدفاع المقدس)
المخاطب: الشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
(و من يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوق نؤتيه أجراً عظيماً) [1]
أنّى يكون لفكر البشر الضنين إدراك هذا الأجر العظيم الذي خطته يد القدرة الالهية ووعد به العظيم المطلق، وكأنّ هذا الأجر الكبير يتمثل بحب الله تعالى كما جاء في سورة الصف المباركة: «إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنّهم بنيان مرصوص». [2].
أي فيلسوف بارع قدير أو عارف حكيم خبير باستطاعته أن يعي مقدار الحب والقرب الالهي ليفوه بكلمة عن ذلك أو يطلق العنان لقلمه ليعبر عما يخالجه ويجول في فكره؟ هل إنّ حب النافلة الناتج عن التقرب الىالبشر يوصله الىالملكوت الأعلى، فيصبح الحق تعالى سمعه وبصره وقلبه بجاذبيته الغيبية، ولا يرىإلا ببصر الحق ولا يسمع إلا بسمعه ولا يعلم إلا بعلمه، فيرتفع الحجاب ويرىالأشياء كما هي، أو إنّ القرب فريضة يفنىفيها الشخص فتزول الذات حينئذ وترحل الكثرة بكل ما لكلمة الرحيل من معنى، فلاعين رأت ولا أذن سمعت ولا يبقىباطن ولا ظاهر، «هو الأول والآخر والظاهر والباطن» [3]، ثم لايبقىوجود لسبيل الله ويعفى أثره. هؤلاء خرجوا من منازلهم فأدركهم الموت وأحجمت الأقدام عن المسير وأقلعت الأقلام عن الكتابة.
إلهي: هذا وصف للمجاهدين في سبيل الله ولأجرهم العظيم، أولئك الذين نالوا الشهادة في سوح الوغى ومحاربة أعدائك وأعداء رسولك وقرآنك الكريم، أو حالفهم النصر في هذا الطريق، وأنت شاهد على هجرة المضحين والمجاهدين منا في هذا العام الذين قصدوك وقصدوا بيتك الآمن الذي كان مأمناً وملاذاً لجميع المخلوقات منذ صدر الخلقة، فأريقت دماؤهم الطاهرة أمام الأعين المدهوشة للمسلمين علىيد آل سعود استجابة لأوامر أمريكا المجرمة؛ وعلىأعتاب