تعالى، وكما صمدنا طيلة هذه المدة وصمد الجميع بوجه الصعاب سنصمد أمام كافة المشاكل المقبلة، وأنا أدعو لكم بالتوفيق.
هناك بعض ممن يقطن خارج البلاد يقدم الاشكالات والايرادات؛ لأنّة لايعيش في قلب الحدث، حيث إنّ الاشكال أمر يسير، أما تقديم الحلول لهذه الاشكالات فهو عمل شاق.
يجلس البعض في الخارج ويطلق التصريحات ويقول: لماذا لم يحصل الشيء الفلاني؟ لماذا لم ينجز المشروع الكذائي؟ لكنّ أولئك لم يدخلوا ايران ليروا المشاكل والصعاب عن كثب، ففي هذه الظروف الحرجة ابتليت الحكومة وايران علىالعموم بشتىأنواع المصائب والمحن، وتعبأت جميع الدول باستثناء شعوبها لمحو الجمهورية الاسلامية، أي تسعىجاهدة لمحو الاسلام وطمس معالمه، في الوقت ذاته أيدنا الله تعالى وأبدينا ثباتاً وصموداً وسنبدي ذلك في المستقبل أيضاًإن شاء الله.
هجوم النظام السعودي علىالحجاج الايرانيين في مكة
ما أردت التعرض له اليوم هو القضية المؤلمة التي حدثت في مكة، نحن قدمنا العديد من الشهداء في سبيل الله ومن أجل إنقاذ هذا الشعب منذ أوائل الثورة، سواء من استشهد قبل الثورة أم الذين سقطوا أثناء وبعد الثورة المباركة، لكنّ موضوع الحجاز يختلف عن كل المواضيع.
نحن تعرضنا لأنواع من الظلم والتعدي وقدمنا عدداً كبيراًمن الشهداء في أماكن متعددة، ففي زمن رضا شاه تحملنا مختلف أنواع القسوة والشدائد، والكثير منكم على علم بما جرىآنذاك، وفي زمن محمد رضا أيضاً وكما تعلمون جميعاًوصلت المعاناة حداً لايطاق واستمرت قوافل الشهداء بالسير قدماً نحو الهدف السامي.
إنّقضية الحجاز تختلف عن كل ذلك، فبرغم أنّ موضوع القدس موضوع عظيم، وقد رأيتم ما حدث بأم أعينكم، إلا أنّ يوم القدس يغاير يوم الجمعة الدموي في مكة؛ لقد أعلنا يوم القدس العالمي لتحرير القدس من المغتصبين وإعادته الىأصحابه.
فقدنا الكثر من الأحبة في هذا التداعيات والاغتيالات، وأنا أعتقد أنّ تراب أقدامهم أفضل من الأمراء وسكان القصور، وفي كل تلك الأمور كنا نصول ونجول ويصال علينا أيضاً؛ كذلك فقدنا العديد من الأعزة في حربنا المفروضة مع صدام وتكبدنا الكثير من الخسائر، برغم كل ذلك يبقي موضوع الحجاز متميزاً.
نحن مازلنا راقدين، والعالم راقد كذلك ولم يع ما حصل في الحجاز، أذ هتكت حرمة أقدس الأماكن الاسلامية؛ ليست الكعبة تحظى باحترامنا فقط، لا وليس المسلمين فقط، بل تحترمها كافة الشعوب المعتقدة بالدين، كانت الكعبة ومازالت رمزاً للقدسية منذ زمن سحيق وعلىتعاقب العصور والأزمنة، وحظيت باحترام كافة الأنبياء.